في ذكرى هدم الخلافة: الدول الغربية تخوض حربا لمنع عودتها من جديد بقلم: إبراهيم عثمان أبو خليل*

في ذكرى هدم الخلافة: الدول الغربية تخوض حربا لمنع عودتها من جديد بقلم: إبراهيم عثمان أبو خليل*

منذ سقوط الخلافة الإسلامية في 03 آذار 1924م، وتقسيم بلاد المسلمين بين الدول الاستعمارية الكافرة الحاقدة على الإسلام والمسلمين، منذ ذلك التاريخ بدأت الحرب على الإسلام تأخذ طابعاً جديداً، تُستخدم فيها وسائل التضليل التي بدأت في الترويج للأنظمة الغربية في الحياة، والسياسة، والحكم، في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي في الغرب، فأوهموا المسلمين بأن سبب ضعفهم وتخلفهم يكمن في الإسلام؛ الذي أقعدهم عن طلب العلم والنهضة، وكبّلهم في التخلف والجهل، ساعدهم في ذلك بعض أبناء الأمة المضبوعين بالثقافة الغربية، فكان قادة الأمة وساستها وحكامها من هذه الفئة؛ التي شكلها الغرب الكافر المستعمر بالشكل الذي يريد على عين بصيرة، ثم أشاع أفكاراً تضليلية عن الإسلام من أنه ينحصر في الأمور المتعلقة بالعبادات والأخلاق وما شاكل وأنه دين لم يعالج كافة شؤون الحياة وأنه لا يتضمن أنظمة حكم واقتصاد.. إلى جانب بثِّه لأفكار كثيرة تتناقض مع الإسلام..

نجح الغرب في خداع المسلمين طوال عقود، ولكن ذلك لم يستمر.. فمن خلال حمل الدعوة الإسلامية بالطريق السياسي، وما رافق ذلك من أحداث جسام عاشها المسلمون، أدركوا أن دينهم فيه أنظمة تعالج كافة شؤون الحياة، وأنه لا بد لها من دولة تطبقها وأن تلك الدولة هي خلافة راشدة على منهاج النبوة، وصاروا يتوقون للعيش في ظل دولة الخلافة.. في هذا الظرف اشتدت الحملة ضد الإسلام والمسلمين من قبل الغرب الكافر للحيلولة دون عودة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة إلى أرض الواقع، ولكن خاب فألهم، فإن المارد قد انطلق من قيده، وإن الوعي على الإسلام وأنظمته قد دخل العقول والقلوب، وهيهات أن يعود القهقرى.

هذه الحرب التي يقودها الغرب ضد الإسلام قد باتت مكشوفة وواضحة لكل ذي بصر وبصيرة، رغم محاولات الغرب للتخفي خلف مصطلحات هلامية؛ مثل الحرب على الإرهاب، والتطرف، والتشدد وغيرها، فقد صرح بعض قادتهم بأن هذه الحرب هي حرب ضد الإسلام، فجورج بوش الابن – الرئيس الأمريكي السابق – قالها صراحة بعد أحداث أيلول 2001م عندما أعلنها حرباً صليبية، ولم تسعفه بعد ذلك كل عبارات التلطيف والتضليل ليخرج من زلة لسانه الذي نطق بما في قلبه وقلوب كل الغرب الحاقد على الإسلام والمسلمين، وتكرر الأمر مرة أخرى قبل شهور قليلة من الآن، وبالتحديد في 26 أيلول 2014م، فقد قالت السيناتور الأمريكي (ميشيل باكمان) في مؤتمر قمة الناخبين: (هذه حرب روحية، وما نحتاج عمله هو أن نهزم الجهاد الإسلامي.. نعم وللأسف رئيسنا (أوباما) لديه الوصفة الخطأ، لقد فشل في إدراك دافعهم في الجهاد، نعم سيدي الرئيس إنه الإسلام، نعم، نعم). حقاً كما قال تعالى: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾.

وإنهم – أي أمريكا والغرب – في عملهم للحيلولة دون عودة الإسلام ودولته الخلافة، دعموا أنظمة الاستبداد في البلاد الإسلامية، ليقمعوا شعوبهم، ويسكتوا كل صوت ينادي بالإسلام، يكشف ذلك ما ذكره (مايكل شوير) الذي عمل في وكالة الاستخبارات الأمريكية عشرين عاماً، وكان رئيساً لوحدة بن لادن، قال في مقابلة تلفزيونية: (والحقيقة أن مصالح سياسة أمريكا والغرب الخارجية في الشرق الأوسط اعتمدت على مدار خمسين سنة على دعم الاستبداد. الاستبداد الذي أوصلنا إلى النفط، الاستبداد الذي حمى إسرائيل، وفي العشرين سنة الأخيرة الاستبداد الذي اضطهد الإسلاميين لحمايتنا، كل هذا يذهب الآن).

إنه ورغم كل هذا المكر والكيد للإسلام، فإنه يصمد، بل وينتشر في بلادهم، فيقض ذلك مضاجعهم، فموقع السي إن إن الأمريكي يقول: (أثبتت الدراسة العلمية الإحصائية أن الإسلام هو أسرع الأديان انتشاراً، إنه ينتشر مثل النار في الهشيم، وأكثر الدول التي ينتشر فيها اليوم هي دول غربية على رأسها فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية). هذه التقارير وغيرها هي التي ترعب الغرب الكافر، فيعمل بكل ما أوتي من قوة لسحق الإسلام والمسلمين إن استطاعوا، فيشنها حرباً عسكرية تحت اسم “الحرب على الإرهاب”، فيقتل الآمنين من المسلمين، ظنا منه أن ذلك سيخيف الأمة، ويردها عن غايتها في استئناف الحياة الإسلامية، ولكنه لم يَرَ من الأمة إلا تمسكاً بدينها وسيراً لإعادة مجدها الضائع، وعزها المفقود، فراح الغرب يحاول تشويه صورة الخلافة التي يسعى حزب التحرير مع الأمة وبها، لإعادتها راشدة على منهاج النبوة كالخلافة الأولى، يحاول الغرب أن يوهم الناس – كل الناس – أن الخلافة ما هي إلا دولة لذبح الأبرياء وحرقهم، ولكن نقول لهم إن الأمة أوعى من أن تنطلي عليها مثل هذه الأضاليل، فالخلافة عند الأمة عدل وخير ورحمة، والخلافة عند الأمة عمر بن الخطاب الخليفة العادل، والخلافة عند الأمة عمر بن عبد العزيز، وهارون الرشيد والمعتصم ومحمد الفاتح، صورة زاهية مشرقة في أذهان المسلمين.
وصدق الله سبحانه القائل:

﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ﴾

* الناطق الرسمي لحزب التحرير في السودان

المصدر: جريدة الراية

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة