لا يمكن إقامة الخلافة بالأكاذيب والوعود الخاطئة وإنما تقام فقط بالقيادة السياسية للإسلام

في 28 رجب 1342هـ الموافق 3 آذار/مارس 1924م، تمكن الغرب الكافر بزعامة بريطانيا وبمعاونة الخونة العملاء من العرب والترك من هدم الخلافة العثمانية. فأول برلمان في أنقرة أخذ قرارا بالتخلي عن نظام الخلافة في جو من الخوف. واليوم يوافق الذكرى الـ 96 لهذا اليوم المؤلم. هذا اليوم المظلم الذي كُسر فيه الدرع الحامي للأمة، وتم فيه نزع الأحكام الإسلامية من حياتنا.

فبعد ذلك اليوم لم يستعد المسلمون قوتهم السابقة أبدا! ولم يتمكنوا من الحصول على المجد، والسمعة، والعظمة التي نالوها سابقا! بعد هذا اليوم فقدنا السلام والثقة! حيث إنه وبعد سقوط دولة الخلافة العثمانية، تم تقسيمنا إلى أكثر من خمسين دولة. وفي دولة الخلافة كانت أحكام الله عز وجل للإنسانية هي دستورنا. ولكن بعد الخلافة باتت أحكام الغرب والتي لا علاقة لها بالإنسانية هي دستورنا. فالعلمانية حلّت محل الإسلام والجمهورية والديمقراطية حلّتا محل الخلافة.

لهذا السبب فإن 28 رجب، الموافق 3 آذار/مارس هو يوم مأساوي للأمة الإسلامية. إنه اليوم الذي لا يجب أن يُنسى أو أن يُمحى من الذاكرة. لأن “لماذا نحن هكذا؟” و”لماذا لا يمكننا إيجاد وحدة بين المسلمين؟” و”لماذا الاحتلال والحروب والمذابح لا تحصل إلا في البلاد الإسلامية؟” و”لماذا لا يرد حكامنا على الهجمات الوحشية التي تستهدف أطفالنا ومعها حرمة الإسلام؟” إننا نتساءل مثل هذه الأسئلة منذ ذلك اليوم! فكل شيء بدأ في ذلك اليوم الذي يحاولون جعلنا ننساه! فتقسيمنا، والقيم التي خسرناها وكل شيء آخر فقدناه بدأ في ذلك اليوم.

إن حزب التحرير الذي أدرك هذه الحقيقة، يذكرنا مرة أخرى بتاريخ هدم الخلافة بهدف استذكار ما فقدناه، وإصلاح ما أضعناه، ولتذكيرنا بالأشياء التي كادت أن تُنسى. إنه يقوم بالعديد من الفعاليات في ذكرى هدم الخلافة في كل ناحية من العالم كما يعمل من أجل إقامة الخلافة على منهاج النبوة، وليُري العالم أن الخلافة هي الحل الوحيد لكل مشاكل المسلمين.

إن المستعمرين والأنظمة العميلة التي أرّقتها الجهود المبذولة لهذا الحل الوحيد، تحاول دوما حظر فعاليات حزب التحرير، كما تحاول وقف عمله وتعريض شبابه لشتى أنواع الاضطهاد. كل هذا لأن حزب التحرير وقف صامدا دون أن ينحني أمام أي أحد إلا الله سبحانه وتعالى! إن الحزب لم يساوم يوما على أفكاره أو طريقته! كما أنه منح الأمة الإسلامية الأمل بعد أن فقدته، بأنه يمكن إعادة الخلافة! ولم يكذب يوما على المسلمين، كما لم يخدعهم، كما أنه نفسه لم يتعرض للانخداع.

أيها المسلمون! إن بلادنا كانت عاصمة الخلافة لسنين طويلة. حتى قبل قرن مضى، كان العالم تحت حكم الخلافة. كنا حامين حمى الإسلام، والآمال، والدرع الحامي للمظلومين. إلا أن الحال انقلبت وأصبحنا نحن المظلومين بعد أن هُدمت الخلافة! والآن ولكي لا يكون هنالك أمل للمظلومين، فإن حكامنا يتعاونون مع الظالمين! لقد أصبحوا شركاء مع الكفار في الظلم والمذابح التي تحصل بحق المسلمين، من خلال فتح قواعدهم للكفار! لقد وجدوا الرضا في العمل في المصالح الأمريكية وللقيام بالأمور المهمة مع عدو الإسلام ترامب! إلا أنه مهما كان الذي يفعلونه، فإن تلك الأيام التي نشتاق لها ستعود مرة أخرى بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. لأنها وعد من الله عز وجل، وبشرى من رسولنا e وإرث من أسلافنا. إن الخلافة لا يمكن أن تُقام بالكلام الفارغ والأكاذيب والوعود الخاطئة، وإنما تقام بالقيادة السياسية للإسلام، وهذه القيادة هي حزب التحرير.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية تركيا


– التسجيل المرئي للبيان –

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة