سلسلة “الخلافة والإمامة في الفكر الإسلامي” الحلقة السابعة: الخلافة درع واقية للأمة الإسلامية، وسيف مهند يردع عدوها، وقضية المسلمين المصيرية

سلسلة “الخلافة والإمامة في الفكر الإسلامي”

للكاتب والمفكر ثائر سلامة – أبو مالك

الحلقة السابعة: الخلافة درع واقية للأمة الإسلامية، وسيف مهند يردع عدوها، وقضية المسلمين المصيرية

 

فكيف كيف لا تكون إقامة الخلافة، أي: تطبيق الشريعة، أوجب الواجبات، وقد نزلت بالأرض كلها طوام الأحكام الوضعية، ودَهَتْهَا دَاهِيِةُ الجَاهِلِيِّةِ، وأُقْصِيَتْ عنها جُلُّ الأحكامِ الشَّرْعِيَّةِ، وهُدِمَتْ دولةُ الحَقِّ، واقْتَحَمَتْ دَوْلَةُ البَاطِلِ العَقَبَةَ، وغَشِيَت الأَرْضَ سنينٌ ذَاتُ مَسْغَبَةٍ، فَرَتَعَ الظَّالِـمُونَ، وأفْسَدَ الـمُفْسِدونَ، وَأَرْجَفَ الـمُرْجِفُونَ، وارْتَقَى الظُّلمُ مُرْتَقًا صعباً، وغُيِّبَ الحقُّ، وغِيْضَ الخَيْرُ، وعَمَّ الشَّرُّ، وَسَالَتِ الدِّمَاءُ أًنْهَارَاً، وَانْتُهِكَتِ الأَعْرَاضُ جهَاراً نَهَاراً، وَأَقْلَعَتِ السَّمَاءُ، وانْتَفَشَ الباطلُ وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، واسْتَنْسَرَ البُغَاثُ بأرضِنا، واشْرَأَبَّ النفاقُ، وفسدت الأخلاقُ.

فكيف كيف لا تكون إقامة الخلافة، أي: تطبيق الشريعة أوجب الواجبات، وقد تَكَالَبَتْ عَليْنَا الأُمَمُ تَكَالُبَ الأَكَلَةِ إِلى قَصْعَتِها، من كل حدب وصوب، فأعملوا سيوفهم، وراجمات حقدهم، وحمم نيرانهم في جسد الأمة، ونصَّبوا على الأمة شرارها حكاماً، وفُجَّارَها وزراءَ، وأكابر مجرميها جباة وقضاة ومخابرات، فكتموا الأنفاس، ونهبوا الخيرات، وَأَضْحَتْ خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وأُحِيْطَ بِها، كَالْـمُنْبَتِّ لا أرْضَاً قَطَعَ ولا ظَهْرَاً أَبْقَى!  

فكيف كيف لا تكون إقامة الخلافة، أي: تطبيق الشريعة أوجب الواجبات، ولم يبقوا لخيار الناس إلا فتات الموائد، وضنك العيش، وحاربوا الأمة في طريقة عيشها، وعقائدها، ورموها بقذائف باطلهم ليخمدوا أنفاس الحق في صدورها،

فكيف كيف لا تكون إقامة الخلافة، أي: تطبيق الشريعة أوجب الواجبات، وقد أضحت خيرات الأمة نهبا لأعدائها، فلا تسل عن النفط المنهوب ولا عن المال المسلوب، ولا عن الحق المغصوب، كيف ودماء الأطفال أضحت وقودا لانتقام أعدائها منها، فهدمت المساجد نسفا، وسيمت البيوت خسفا، وفلذات الأكباد قتلا وحرقا، وشردت العائلات في أصقاع الأرض يستجدون لقمة ومأوى، وهم خير أمة أخرجت للناس!

فكيف كيف لا تكون إقامة الخلافة، أي: تطبيق الشريعة أوجب الواجبات، وقد أضحت جيوش الأمة بأمر حكامها مسلطة على رقابها، سلما لأعدائها حربا على أوليائها، فاغتصبت المقدسات، واغتصبت العفيفات، وانتشرت الرذيلة لا تجد من يجرؤ على الإنكار، واضمحلت الفضيلة،

أولا يكون الكلام عن محاربة هذا كله بغير جعل قضية إقامة سلطان الله في الأرض قضية المسلمين المصيرية الأولى، خيانة للإسلام،

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة