في الذكرى الـ99 لهدم الخلافة؛ أيها المسلمون أقيموها ففيها العزة وبها تعود لنا مكانتنا بين الشعوب والأمم

بيان صحفي

في الذكرى الـ99 لهدم الخلافة؛
أيها المسلمون أقيموها ففيها العزة وبها تعود لنا مكانتنا بين الشعوب والأمم

 

تمر بنا هذه الأيام ذكرى أليمة، هي ذكرى هدم الخلافة على يد مجرم العصر مصطفى كمال، في الثامن والعشرين من شهر رجب 1342هـ، الموافق 1924/3/3م. لقد كان هدم الخلافة فاجعة ما بعدها فاجعة، اهتزت لها جنبات البلاد الإسلامية، ورثاها أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة باكية تقطر دما لا دمعا يقول فيها:

كفنت في ليل الزفاف بثوبه    ودفنت عند تبلج الإصباح
ضجت عليـك مآذن ومنابر     وبكت عليك ممالك ونواح
الهند والهة ومصر حزينة       تبكي عليك بمدمع سحاح

وإننا إذ نذكر الأمة بهذا المصاب الجلل والحدث الأليم الذي أصابها في مقتل وجعلها نهبا لأعدائها بلا راعٍ حقيقي يدفع عنها شرورهم، بلا خليفة تقي نقي تقاتل من ورائه وتتقى به، حتى صرنا أيتاما على مأدبة اللئام، وتداعت علينا الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فضاعت فلسطين وضاعت أخواتها، ووكل أمرنا لحفنة من الرويبضات لا يرقبون فينا إلا ولا ذمة، أعزة علينا أذلة على الكافرين… إننا إذ نذكر الأمة بهدم خلافتها نذكرها أيضا بأن إعادتها مرة ثانية إلى الوجود فرض عظيم من أعظم الفروض، والقعود عنه هو معصية من أكبر المعاصي، فإنه لا تبرأ ذمة مسلم إلا بالعمل الجاد لإقامة تاج الفروض المفقود؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

إن الذي يرعب الغرب وعملاءه هو إنابة الأمة نحو إسلامها، فالأمة قد تحركت من ثباتها وكسرت حاجز الخوف، فثارت على حكامها الذين نصبهم الغرب على رقابها يسومونها سوء العذاب، وإنه وإن كان الغرب قد استطاع احتواء معظم الثورات التي هبت في بلاد المسلمين والالتفاف عليها ومن ثم قام بإجهاضها، إلا أن الأمة بدأت تتلمس طريق نهضتها، ولن تلبث طويلا حتى تعيد الكرة مرة ثانية لإسقاط تلك الأنظمة العلمانية الكافرة وتلقي بهؤلاء الحكام في مكان سحيق.

وإن النموذج الذي سوف تحتذيه الأمة في طريق نهضتها هو نموذج الخلافة الراشدة، ليس فقط لأنها حققت نجاحات منقطعة النظير في كل المجالات الاقتصادية والعلمية والوحدوية، بل لأنها تقوم على عقيدة سياسية عقلية ينبثق عنها نظام، وقبل ذلك لأنها النظام الذي ارتضاه رب العالمين لهذه الأمة، فأسس بنيانه رسول الله r، وأكد على فرضيته من خلال أحاديث صحيحة، وأجمع عليه صحابته رضوان الله عليهم، ومن ثم ساروا عليه، فجعلوا من هذه الدولة، الدولة الأولى في العالم في فترة قياسية في عمر بناء الدول.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال:24]

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية مصر

 

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة