الخلافة تحقق الوحدة.. أمتنا أمة واحدة وشهرنا الكريم واحد وعيدنا واحد

بيان صحفي

الخلافة تحقق الوحدة

أمتنا أمة واحدة وشهرنا الكريم واحد وعيدنا واحد

في الأيام الأخيرة من شعبان، بدأت قلوب المسلمين تلهج بالفرح وهم يستعدون لاستقبال شهر رمضان المبارك، شهر الخير والرحمة والمغفرة والعتق من النار. وإن شاء الله يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم لتحري رؤية هلال رمضان عند غروب يوم الجمعة (26 من أيار/ مايو، الموافق 29 من شعبان)؛ وذلك لتحديد ما إن كان أول صيام الشهر يوم السبت أم الأحد. في الواقع، فإن تحري هلال رمضان هو ذو أهمية كبيرة في عبادة الله سبحانه وتعالى، لأنه يحدد بداية شهر الصوم، وترقب ليلة القدر في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر، وترقب هلال شهر شوال. لقد أرشدنا ديننا الحنيف لمنهجية لضمان صيام المسلمين في شهرهم واحتفالهم بعيدهم موحّدين، فالإسلام دين كامل، واتباع أحكامه لا يحدث الارتباك، فهو يعطي توجيهات واضحة لا لبس فيها. من أجل الحفاظ على عبادتنا، فإن تحري رؤية الهلال يجب أن يكون له معيار واضح اليوم، تمامًا كما كان عليه زمن الخلافة التي طبّقت الإسلام بحق، وذلك بأن نلتزم طريقة الإسلام وحدها، متجاهلين الحكام الحاليين الذين لا يهتمون بالإسلام وقسموا المسلمين إلى أكثر من خمسين دولة، يقسموننا كل عيد ورمضان، وكأن هذه الأمور ثانوية.

يجب التأسي بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما سار عليه الخلفاء الراشدون من بعده، عندما كان المسلمون يصومون في يوم واحد، ويفطرون في يوم واحد، حتى عندما بسطت الخلافة جناحيها على القارات الثلاث. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُبِّيَ عليكم فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين» البخاري، في هذا الحديث يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكل جماعي أن نصوم شهر رمضان عند رؤية الهلال، أينما كنا في بلاد المسلمين الواحدة، وقد جاءت صيغة الحديث عامة لاستخدام ضمير الجمع في «صوموا … وأفطروا» مما يدل على أنه خطاب عام يشمل المسلمين جميعًا.

إن رؤية أي مسلم لهلال رمضان في أية بقعة من بلاد المسلمين ملزم لجميع المسلمين، فالمسلمون أمة واحدة وبلادهم واحدة، وقد روي عن جماعة من الأنصار قولهم: «غُمَّ عَلَيْنَا هِلَالُ شَوَّالٍ، فَأَصْبَحْنَا صِيَامًا، فَجَاءَ رَكْبٌ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ، فَشَهِدُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُفْطِرُوا مِنْ يَوْمِهِمْ، وَأَنْ يَخْرُجُوا لِعِيدِهِمْ مِنَ الْغَدِ» رواه أحمد، ولذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبر شهادة هؤلاء المسلمين الذين قدموا إلى المدينة المنورة من خارجها كافية لأمر المسلمين بالإفطار.

أيها المسلمون في باكستان! فلنسارع إلى الصيام والإفطار حال رؤية هلال رمضان وهلال شوال، حتى لو كانت الرؤية من مسلم عدل واحد ومن أي بلد كان، طالما كانت الرؤية وفقًا للشروط الشرعية. في الواقع، فإن هذا الرأي رأي أغلبية علماء المسلمين من مختلف المذاهب الشرعية، منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا الحالي في زمن الحكم الجبري، حيث أثقلت الأمة بحكام نصبهم المستعمرون، الذين قسموا بلادنا وفرضوا الأحكام غير الإسلامية علينا.

نعم، يجب علينا جميعا أن نسعى جاهدين من أجل تحري رؤية هلال الشهر، كما يقوم بذلك في كل عام إخوتكم في حزب التحرير، من إندونيسيا في الشرق إلى المغرب في الغرب. لكن يجب علينا أن نتذكر أيضًا أن وحدة صيام رمضان والعيد لن تحدث من دون توحيد بلاد المسلمين في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، القائمة قريبًا بإذن الله، لذلك يجب علينا أن نسعى لإقامتها وندعو الله أن يكون ذلك قريبًا.

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة