هل حدد الرسول ﷺ طريقةً لإقامة الدولة الإسلامية؟ – ما هي المفاهيم والمقاييس والقناعات لإيجاد رأي عام عند الأمة عليها؟

هل حدد الرسول   طريقةً لإقامة الدولة الإسلامية؟

للكاتب والمفكر ثائر سلامة – أبو مالك

(الحلقة التاسعة عشرة- ما هي المفاهيم والمقاييس والقناعات لإيجاد رأي عام عند الأمة عليها؟)

للرجوع لصفحة الفهرس اضغط هنـا

 

ما هي المفاهيم والمقاييس والقناعات التي يجب إيجاد رأي عام عند الأمة عليها؟

وعليه، ونحن ننشد إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ما هي المفاهيم والمقاييس والقناعات التي يجب إيجادها عند الأمة لتبني الأمة رأيها العام حولها منبثقا من الوعي العام على هذه القضايا، والتي من دونها يتعذر قيام دولة الخلافة؟

  1. العقيدة الإسلامية فهي الأساس، وأهم أفكار العقيدة الواجب حملها:

– أن العقيدة الإسلامية إيمان بالله وكفر بالطاغوت.

– أن العقيدة تؤخذ بالقطع وتبنى على الدليل.

– العقيدة الإسلامية عقيدة عقلية (أفكار تحاكم محاكمة عقلية، تبنى على العقل وتوافق الفطرة)، سياسية (ترعى شئون الدنيا) روحية (ترعى شئون الآخرة).

– أن الإنسان مخلوق ومأمور من الله، وسيحاسب على كل أفعاله في الحياة الدنيا.

الحاكمية لله، ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ ﴿أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ﴿وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً ﴿وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ. فمن مجموع دلالات هذه الآيات-وغيرها كثير- يتبين مفهوم الحاكمية؛

فهي تعني: الحاكمية العليا لله في تسيير هذا الكون كله، ووضع سننه وتدبير شؤونه، وإمضاء أمره، فالله يحكم لا معقب لحكمه.

وتعني: أن الله مالك يوم الدين هو الذي يفصل بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون ويحكم بينهم، ولا يظلم ربك أحدا.

وتعني: أن الله هو الذي يشرع لعباده، وهو الذي يُبين لهم -سبحانه- الصواب من الخطأ، والحق من الباطل، والإيمان من الكفر، فلا حكم إلا له سبحانه[1].

– أن الآجال بيد الله تعالى، والأرزاق بيد الله عز وجل، فلا يقرب قول الحق أجلا ولا يؤخر رزقا.

  1. وجوب التقيد بالشرع

– كيفية انبثاق أحكام الإسلام أو بنائها عن العقيدة (أن تكون متصلة بالوحي من خلال الدليل) فهي مقياس الحكم على نظام أو حكم معين أنه شرعي.

– مقياس الأفعال في الإسلام (تحكيم الحكم الشرعي في الأفعال).

– أن الحكم الشرعي هو ما دل عليه الدليل الشرعي، والحكم الشرعي يؤخذ من الوحي لا من العقل.

– أن المجتهد هو الذي يستنبط الحكم الشرعي، وأن غير المجتهد أي المقلد عليه أن يقلد المجتهد.

– أن الشرع هو معالجات الإسلام وكيفية تنفيذ هذه المعالجات وكيفية المحافظة على الإسلام عقيدة ونظاما وكيفية حمل الدعوة.

– إيجاد رأي عام عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى تتمكن أعراف الإسلام من المجتمع فتظهر.

– إيجاد رأي عام عن الجهاد فهو طريقة نشر الإسلام والحفاظ على الأمة.

– وحدة المسلمين.

  1. إيجاد رأي عام عن الخلافة حتى تعرف الأمة ما تريد وتقصده.

– أن الخلافة هي عين تطبيق الأحكام الشرعية في الواقع، فالأوامر والنواهي إنما أوحي بها ليُعمل بها وتطبق نظاما في الحياة والدولة والمجتمع وعلى صعيد الأفراد والأحزاب، وأن طريقة تطبيقها هي الخلافة، وأن الخلافة تحمل دعوة الإسلام للأمم.

– أن السيادة في الخلافة للشرع فما شرعت الخلافة إلا لتنفيذ الشرع.

– أن الخليفة يُبايَع من المسلمين و لا يحق له بحال من الأحوال أن يتسلط على رقابهم إلا برضاهم، فالسلطان في دولة الخلافة للأمة تبايع من يحكمها بكتاب الله و سنة رسوله عن رضا و اختيار.

– أن الخلافة هي دولة كل المسلمين وأن خليفة المسلمين واحد لا يتعدد، وأن المسلمين أمة واحدة من دون الأمم.

– أن نظام الخلافة نظام شرعي رباني وليس من صنع الصحابة أو غيرهم،

– وحدة الخلافة، فالخلافة ليست لها حدود ثابتة فهي متسعة أرضها باستمرار، لكن ليس كدولة مستعمرة ناهبة، وإنما كدولة فاتحة حاملة لواء الدعوة إلى الله و الجهاد في سبيله لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

– المحافظة على الحياة الإسلامية بالمحافظة على الخلافة.

– إن الضامن لاستمرار الخلافة هو تركز الأفكار المشكلة للرأي العام أي تحولها إلى مفاهيم ومقاييس وقناعات عند الأمة، و أيضا استعداد الأمة لبذل الغالي والنفيس في سبيلها.

  1. الصراع:

– أن تعي الأمة على أعدائها.

– أن تعي الأمة على أوليائها أي على حملة الدعوة  والمخلصين من أبنائها.

– أن تعي الأمة أن صراعها مع أعدائها هو صراع كفر وإيمان.

لكن المشاهد المحسوس أن الأمة ليست ورقة بيضاء نكتب بها ما نشاء، بل هي ورقة بيضاء اختلط بياضها بسواد خطه ويخطه أعداء الأمة وهذا السواد يحتاج لأن يمحى ويزال.

فحامل الدعوة عندما يتصل بالأمة لتبليغها أفكاره وإيجاد رأي عام عندها عليها، يجد أن للأمة رأيا عاما على أفكار مخالفة لأفكاره وأن هناك من يبث أفكارا في الأمة مناقضة لأفكاره ويريد تحويلها إلى رأي عام. وهذه المنافسة تحدث صراعا فكريا في المجتمع، وحتى ننجح في هذا الصراع يجب أن تعي الأمة أنها في صراع وأن تبصر عدوها وأن تبصر وليها مع الحرص أن يكون أساس الصراع هو العقيدة الإسلامية.

على أننا يجب أن نتذكر أنه وإن تعددت الآراء التي لدى الأمة، وإن سادت أوساطها السياسية والإعلامية آراء تمثل رجعا لثقافة التغريب وسياسات الدولة القائمة على التبعية، إلا أن هذا أيضا يشكل مكمن قوتنا في تغيير وصناعة الرأي العام، إذ أن أحاسيس الأمة واحدة وإن تعددت آراؤها، وإن جل مصائبها جراء تلك السياسات وتلك الأفكار، مما يمكننا من استغلال ذلك كله أيما استغلال لتوجيه الرأي العام لمكمن الداء ولنجاعة وقوة وتأثير الدواء الذي نقدمه لها، خصوصا، وأن هذا الدواء يتوافق مع عقيدة الأمة ومفاهيم الأعماق لديها!.

وهناك مكمن قوة آخر، وهو أن المتربصين للأمة من حكامها وعملائهم يتخذون الأمة عدوا لهم، ويفرطون بمقدراتها وثرواتها، ويتآمرون عليها، مما يعني أن الأمة ستلتف حول من يقدم لها وبها طوق النجاة.


[1] أنظر: الأمة بوست: الحاكمية عند سيد قطب، رد على مقال الحاكمية بين الغزالي وسيد قطب للدكتور محمد عمارة.

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة