أقيموا دولة الخلافة لإنهاء إخضاع المسلمين للدولة الهندوسية

أقيموا دولة الخلافة لإنهاء إخضاع المسلمين للدولة الهندوسية

 

خلال الهجمات الهندية على باكستان، التي دامت عدّة أيام، ولم تستثنِ الشيوخ ولا النساء ولا الأطفال، ولم تضع أي اعتبار لاحتفالات عيد الفطر، خلالها اقتصر نظام رحيل/نواز على إدانة عدوان الدولة الهندوسية، في موقف ذليل يزيد العدو جرأة فقط. وقد عقد رئيس وزراء الهند (مودي) اجتماعا سياسيا حاشدا في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، حيث أمطرت الهند باكستان بأكثر من 1000 قذيفة هاون، وقال: “إنه العدو الذي يصرخ… لقد أدرك العدو أن الزمن قد تغير ولن يتم التسامح مع عاداتهم القديمة.” وبعد ذلك عندما اجتمعت القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية أخيرا في 10 من تشرين الأول/أكتوبر 2014م، كافأ مكتب رئيس الوزراء العدوان الهندوسي بالقول: “الحرب ليست خيارا… إنها مسئولية مشتركة من قيادة البلدين لنزع فتيل الحرب فورا”.

وبهذا يكون نظام رحيل/ نواز قد ركع أمام الدولة الهندوسية (العدو اللدود)، فقد أسقط خيار الحرب لردع العدوان، واختار الرد على إطلاق النار وقتل المسلمين بكلمات الشجب، إضافة إلى تقديمه العروض المتجددة للسلام والمفاوضات والحوار والتطبيع! وقد حشد النظام أبواقه لإطفاء حميّة المسلمين، بدلا من حشدهم لنصرة إخوانهم الذين استشهدوا حبا في النصر والشهادة. ولقد طلب النظام من الأمم المتحدة التدخل على الرغم من أن هيئة الأمم المتحدة أداة استعمارية، وهي سبب مآسي الأمة، وهي التي تشرف على تقسيم بلاد المسلمين وتذبحهم في كل ركن من أركان المعمورة. وهذا التخاذل كله هو من قبل النظام الذي يقود أكبر قوة عسكرية مسلحة في العالم الإسلامي، والمجهز بأسلحة نووية وبمئات الآلاف من الجنود والضباط الذين لا يخشون أحدا إلا الله سبحانه وتعالى. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: «ما ترك قوم الجهاد إلاّ ذُلّوا» رواه أحمد.

أيّها المسلمون في باكستان!

إن هذا العدوان الهندي وسكون نظام رحيل/ نواز جزء من المخطط الأمريكي للمنطقة، فأمريكا تدعم تفوق الهند كقوة إقليمية مهيمنة؛ من أجل استخدامها لمواجهة منافستها الصين، والتصدي لقيام دولة الخلافة الإسلامية، وزيادة نفوذها في المنطقة، وفي مناطق بعيدة، مثل ميانمار وجزر أندمان ونيكوبار عند مدخل مضيق ملقا (وهو أحد الممرات البحرية والتجارة الضيقة والأكثر أهمية في العالم)، وهذا هو سبب زيارة وزير الدفاع الأمريكي (تشاك هيغل) للهند بعد أسابيع من فوز حزب بهاراتيا جاناتا برئاسة مودي في الانتخابات الهندية، والذي صرّح في 10 من آب/أغسطس 2014م: “إنّ مصالحنا في منطقة المحيط الهندي والهادئ مستقرة أكثر من أي وقت مضى… والولايات المتحدة تدعم وتشجّع دور الهند الأمني في جنوب آسيا وجميع أنحاء المحيط الهادئ”.

إنّ أمريكا تدرك تماما أن باكستان لديها القدرة على إفشال خطتها إن أرادت ذلك، وتدرك أيضا أن دور باكستان ضروري لضمان نجاحها، ولهذا السبب يقوم النظام بخدمة أمريكا، فهو يلعب دورا ضروريا في تعزيز هذه الخطة الأميركية، من خلال إضعاف قدرة مسلمي باكستان واستهدافها.

إنّ أمريكا تخشى حبكم الذي يسري في عروقكم للجهاد، وهو سلاحكم الأقوى في ساحة المعركة؛ لذلك يقوم عملاء أمريكا باضطهاد الجماعات التي تقاتل الهند من أجل تحرير كامل كشمير، وتوريط القوات المسلحة الباكستانية في حرب أمريكا ضد المسلمين في المناطق القبلية، وقد قاموا بتغييرات جذرية في الكتاب الأخضر للجيش، حيث يركز الجيش الآن على الداخل، بدلا من مواجهة الهند، فتحوّلت غالبية قواتنا من الحدود الشرقية إلى الحدود الغربية. والآن تستشعر الهند ضعف قادة قواتنا المسلحة، الذين يتبعون أمريكا بشكل أعمى، لدرجة أن رئيس الوزراء الهندي أعلن بكل ثقة في 12 من آب/أغسطس 2014م، بينما كان يلقى خطابا على قواته في كارجيل: “لقد فقدت باكستان قدرتها على خوض حرب تقليدية”.

لم يكتفِ عملاء أمريكا بإضعاف قوتنا العسكرية فقط، بل باتوا يعملون على إضعاف البلاد سياسيا واقتصاديا. فعملاء أمريكا في النظام يقدمون باكستان في المحافل الدولية على أنها بلد تهيمن عليه الهند، في الوقت الذي تسعى فيه الهند إلى الحصول على العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي (سبب مآسي هذه الأمة). إنّ هذه التدابير تسمح للدولة الهندوسية بالتدخل بقوة في الشأن السياسي الباكستاني، بالرغم من أنه قد عُرف عن المسلمين أنهم كانوا يردون الصاع صاعين كلما حاولت الدولة الهندوسية فرض سلطانها عليهم. وفيما يتعلق بالاقتصاد، فإن الهند متعطشة لإقامة صفقات طاقة تسيطر من خلالها على موارد الأمة الهائلة في آسيا الوسطى والشرق الأوسط. أما بالنسبة للصفقات التجارية، فإن النظام يقوم بتنفيذ الاستراتيجية الأمريكية فيما يتعلق بالصناعات، مثل تكنولوجيا المعلومات وتصنيع الطائرات وحتى السفر إلى الفضاء، بحيث تبقى هذه الصناعات حِكرا على الدولة الهندوسية، والمسموح للمسلمين هو الصناعات الخفيفة والخدمات، مثل السياحة والنسيج وصناعة المعدّات الرياضية.

أيها المسلمون في باكستان!

إن الإسلام يحرم الدنية والاستسلام للمشركين، سواء الهندوس أم غيرهم، ولا يجيز السماح للكافرين بالتدخل في شئوننا، بل يحضّنا على مواجهة العدو بكل ما نملك من قوة، قلت أم كثرت،عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ» أخرجه أبو داود.

ومع ذلك، فإنه عوضا عن حشد النظام القوة الكبيرة التي نملكها ضد العدو، يستخدمها لتقوية الهند كجزء من استراتيجية أمريكا في المنطقة، لذلك فإنه يجب علينا جميعا العمل ليلا نهارا لوقف هذا الضرر، من خلال العمل مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، (جُنّة المسلمين).

أيّتها القوات المسلحة الباكستانية!

لقد تواطأ الخونة في القيادة السياسية والعسكرية على إخضاع المسلمين للدولة الهندوسية، فإلى متى تظلين ترقبين أعمالهم الانهزامية دون أن تحركي ساكنا؟ أنتم أيها الضباط المخلصون أسود هذه الأمة التي تم تقييدها، وأنتم تعلمون أن هؤلاء الجنود الهندوس الموجودين بمئات الآلاف في كشمير لا يمكنهم حتى هزيمة بضعة آلاف من المقاتلين المسلمين الذين يحملون السلاح القديم الرديء، فكيف يمكنهم مواجهتكم؟ إن بقاء القوة العظمى اليوم (أمريكا) في المنطقة مرهون بكم، وهي تخاف أن تطردوها كما طردتم القوة العظمى في الماضي (روسيا السوفيتية). كما يتخوف يهود من استجابتكم لنداء المسجد الأقصى لتحريره، لدرجة أن مجرد قدرتكم على ذلك هي ما يقضّ مضاجعهم. أنتم الأسد الذي أوهموه بأنه غير قادرٍ على مواجهة حتى أصغر المخلوقات، بينما يمكنه حقيقة بمجرد ضربة واحدة من أطرافه إثبات أن قوة الأمة الإسلامية تفوق كل الدول الأخرى في العالم. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾.

فأطيحوا بهذا النظام الخائن والانهزامي، وانهضوا لإعطاء النصرة لحزب التحرير لإعادة إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فمن خلال تطبيق الإسلام فقط تتحقق فيكم نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: «وَعَدَنا رسولُ اللّـهِ صلى الله عليه وسلم غزوةَ الهند، فإنْ أدركتُها أُنْفِقْ نفسي ومالي، وإنْ قُتِلْتُ كنتُ أفضلَ الشهداء، وإنْ رجعتُ فأنا أبو هريرة الـمُحَرَّرُ» [أحمد، والنسائي]. وذكر ثوبان: «عِصابتان من أُمّتي أَحْرَزَهُما اللّـهُ من النار: عِصابةٌ تغزو الهندَ، وعِصابةٌ تكون مع عيسى ابن مريم عليهما السلام» [أحمد، والنسائي].

 

الجمعة, 17 تشرين الأول/أكتوبر 2014م

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة