السبت، 13 جمادى الآخرة 1446هـ | 14 ديسمبر 2024م | الساعة الآن: 21:11:46
(ت.م.م)
نداء حار إلى خير أمة أخرجت للناس
نداء حار إلى خير أمة أخرجت للناس
محمد إسماعيل
طرابلس ـ الشام
أيها الاخوة المسلمون! يا أبناء خير أمة أخرجت للناس!
يا من تحبون الموت كما يحب عدوكم الحياة!
هاهي قوى الصليب قد تجمعت حول العراق المسلم! وها هي جيوش الكفر قد تداعت إلى الخليج الإسلامي. وقد تغيّر وجه المسألة من خلاف بين العراق والكويت إلى مواجهة بين المسلمين وأصحاب البلاد والكفار الغزاة الطامعين. ووقف بعض المسلمين في صف الكفار، ووقف بعضهم على الحياد خوفاً من القتل والقتال.
وأما عن غالبية الشعوب الإسلامية فقد هبت هبة رجل واحد تقول لأولئك الخائفين: (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ). لقد وقف أهل العراق الذين يظنون أنهم ملاقو الله قائلين: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)، ولما برزوا لأميركا وشياطينها قالوا: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)، فسيهزمونهم بإذن الله، وسيرد الله الذين كفروا بغيظهم إن عاجلاً أو آجلاً، وسيمرغ المسلمون أنف أميركا وحلفائها برمال الصحراء، وتنهار عروش العمالة وتتساقط أنظمة الكفر، وتعود دولة الخلافة الراشدة أمل المسلمين ومحور أحلامهم وألم الكافرين وكابوسهم المرعب، فترفع الأمة راية الجهاد، وينساح السيل الإسلامي الجارف في الكوكب الأرضي لتحرير البشرية من ظلمها وجورها وشقائها وضنكها وليقيم فيها نظام الأمن والعدل فتسعد بحكم الله. فنصر المسلمين حقيقة قطعية لا ريب فيها سواء تحقق في هذه المرحلة أو في غيرها، وسيفتح المسلمون روما وواشنطن وباريس ولندن لا للانتقام من هذه الشعوب التي تنعم بثرواتنا وأموالنا، بل لإنقاذها من الضلال ومن الإيدز والمخدرات ومن بوش ومايجور وميتران، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم وغيره. «إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها» وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه ابن حبان: «ليبلغن هذا الأمرُ مبلغ الليل والنهار بعز عزيز وبذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل به الكفر».
أيها المسلمون:
ها هو الكفر بقضة وقضيضه قد جاء إلينا ليحارب ديننا ويسرق مالنا ويدمر طاقتنا ويهين عزتنا وكرامتنا! فهل نبقى متفرجين بادين في الأعراب نسأل عن أنباء المسلمين أم نتحرك في كل مكان لدعم المسلمين في العراق ولضرب مصالح الأعداء الكفرة ولفضح المنافقين الخونة ولإقامة الخلافة الراشدة على أنقاض هذه الأنظمة العفنة؟!
إن الله يقول لنا: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ @ إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ويقول أيضاً: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) ويقول لنا سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ). ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا: «لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها» ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: «إن مقام أحدكم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها» ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: «إن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاماً» ويقول أيضاً: «الإمام جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ ورائه ويُتَّقَى به». فهل نتثاقل إلى الأرض ونركن إلى أهلنا وأموالنا ومساكننا ونتربص حتى يأتي الله بأمره فيعذبنا عذاباً أليماً ويذيقنا مرارة الذل في الدنيا وحرارة النار في الآخرة، أم ننفر في سبيل الله ونأبى الركون إلى متاع زائل ونعمل على ضرب مصالح الكفار في كل مكان، وعلى تنصيب خليفة يحكمنا بنظام الإسلام فيكون جُنتنا وحامي بيضتنا، ونقدم في سبيل ذلك أنفسنا وأموالنا لله بائعين طائعين مستبشرين ببيعنا الذي بايعنا، فنفوز بإحدى الحسنيين: إما حياة عزيزة في خلافة راشدة تغيظ الكفار وتحطم أنفهم وأنف عملائهم، وإما موتة كريمة وشهادة مشرفة في سبيل الله حيث الحياة السعيدة والجنان الرغيدة والرضوان الأكبر، والله ناصر دينه ومعز حزبه (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).
فالنصر للإسلام! والخزي للفسقة! والخلافة عائدة بفضل الله ووعده.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته