بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: أنا محدثكم محمد أحمد النادي أقدم إليكم هذه السلسلة المكونة من تسع حلقات ألقي فيها الضوء على قصيدة خلافة الإسلام لأمير الشعراء أحمد شوقي ومع الحلقة السادسة أقول وبالله التوفيق:
الخائن الأكبر الشريف حسين يعمل لهدم دولة الخلافة: يقول شوقي رحمه الله:
9- إن الذين أست جراحك حربهم … قتلتك سلمهمو بغير جراح
10- هتكوا بأيديهم ملاءة فخرهم … موشية بمواهب الفتاح
11- نزعوا عن الأعناق خير قلادة ….. ونضوا عن الأعطاف خير وشاح
12- حسب أتى طول الليالي دونه …… قد طاح بين عشية وصباح
في الأبيات التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر، ينتقل الشاعر إلى بيان أن الذين حاربوا أعداء المسلمين، وداوت حربهم جراح الخلافة التي أصيبت بها، هؤلاء قد كان صلحهم مع بريطانيا وحلفائها قتلا للخلافة وإلغاء لها، وأنهم بصنيعهم هذا قد مزقوا بأيديهم عباءة فخرهم، وأزالوا عن رقابهم أفضل قلادة كانت تزين أعناقهم، وخلعوا عن أكتافهم وأعطافهم أفخر وأفضل وشاح يلبس للزينة. وبين عشية وضحاها بأسرع مما يتصور العقل البشري أطاحوا بمجد الدهر الذي عمره الأجيال في قرون طويلة. وفي الأبيات تعريض وتنديد بالدور الذي لعبه الخائن الأكبر الشريف حسين وأولاده الخونة فيصل وعبد الله الذين شهروا السيف ضد خليفة المسلمين، وحاربوا في صفوف الكفار الإنجليز الجيش الإسلامي، وكانوا يشتركون مع الكفار في قتال المسلمين وقتلهم. هؤلاء وقفت معهم شعوب البلاد العربية تؤيدهم، ولم يظهر عليها أي تأثر على إلغاء دولة الخلافة!
دور الخلافة في تنظيم صفوف المسلمين وتوحيد كلمتهم:
13- وعلاقة فصمت عرى أسبابها ….. كانت أبر علائق الأرواح
14- جمعت على البر الحضور وربما … جمعت عليه سرائر النزاح
15- نظمت صفوف المسلمين وخطوهم في كل غدوة جمعة ورواح
في الأبيات الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر يتحدث أمير الشعراء عن رابطة الخلافة التي كانت تربط بين المسلمين بأخوة الإسلام، وذلك في شتى البلدان، في مشارق الأرض ومغاربها، كيف أنها فصمت عراها أي قطعت روابطها، وقد كانت أكبر علاقة تصل الأخ بأخيه، وتجمع الأرواح إلى بعضها، وأنها كانت تنظم المسلمين بنظام واحد، وصف واحد في جميع الأحوال.
علم أمير الشعراء بمسائل من الفقه الإسلامي:
16- بكت الصلاة وتلك فتنة عابث … بالشرع عربيد القضاء وقاح
17- أفتى خزعبلة وقال ضلالة ….. وأتى بكفر في البلاد بواح
في البيتين السادس عشر والسابع عشر يشير الشاعر إلى الحديث الشريف في شأن طاعة الخلفاء الظالمين الذي جاء فيه: \”قيل: يا رسول الله، أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، إلا أن تروا كفرا بواحا\”. ولفظ \”الصلاة\” الوارد في هذا الحديث يعني تطبيق الإسلام كاملا في جميع شؤون الحياة، وذلك من باب المجاز المرسل وعلاقته الجزئية، كما يسمى في علوم البلاغة العربية، فأطلق الجزء \”وهو الصلاة\” وأراد به الكل \”وهو الإسلام كله. أو من باب تسمية الشيء بأبرز ما فيه. فالشاعر يبين أن ما فعله هذا العربيد من إلغاء الخلافة إنما فعله شرير سيئ الخلق، قليل الحياء. ثم يعلن أن ما فعل هذا الشرير الوقح ما هو إلا كفر بواح، أي كفر واضح صريح يرتكب جهارا نهارا، يستحق مرتكبه أن ينابذ بالسيف!
الإخوة الكرام:
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، موعدنا معكم في الحلقة السابعة إن شاء الله تعالى، فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما، نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه، سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام، وأن يعز الإسلام بنا، وأن يكرمنا بنصره، وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة على منهاج النبوة في القريب العاجل، وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها، إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم محمد أحمد النادي