انبعثوا من رمادكم من جديد، كونوا شمساً تنير الظلمات وضعوا حداً للأسر الذي ترزحون تحته منذ هدم الخلافة قبل تسعة وتسعين عاما

بيان صحفي

انبعثوا من رمادكم من جديد، كونوا شمساً تنير الظلمات

وضعوا حداً للأسر الذي ترزحون تحته منذ هدم الخلافة قبل تسعة وتسعين عاما

(مترجم)

 

 

لكل أمة نقطة فارقة في تاريخها، والنقطة الفارقة كما ترفع الأمة أحياناً، تكون سبباً في انحطاطها أحياناً. ولا شك بأن نقطة انكسار الأمة كانت في إلغاء الخلافة. فقبل 99 عاما هجرية (96 عاماً ميلادية) من الآن، وفي تاريخ 28 رجب المحرم 1342هـ، الموافق 3 آذار/مارس 1924م، تم إلغاء الخلافة بصورة مشوبة على أيدي الخونة الذين نفذوا تعليمات الإنجليز طواعية، فتمزق درع المسلمين، وأضحت أمة الخير هذه يتيمة بعد قرون طوال قدمت فيها للإنسانية أجمل الأمثلة في العدالة والعلم والحياة الإنسانية. وانطلقت الهجمات الشرسة بكل أنواعها من عقالها، واستهدفت شتات المسلمين الذين فقدوا قيادتهم من كل حدب وصوب…

 

وهكذا تحولنا من قوةٍ إلى ضعفٍ، ومن حالة الغنى إلى حالة الفقر، ومن العزة إلى الذلة. وتمزقنا! وربنا يدعونا إلى أن نكون أمة واحدة ودولة واحدة. تمزقنا إلى دول كبيرة وصغيرة، ينوب عليها أعوان كأنهم ولاة الاحتلال. وانحسرت قلوبنا إلى حدودنا الوطنية المزعومة، واتخذنا الكفار أصدقاء، وخاصمنا إخواننا المسلمين، اعتمدنا على الغرب الكافر الذي لا يساوي عند الله مثقال ذرة، واحتقرنا إخواننا المسلمين الذين هم أحفاد رجال كانوا صفاً واحداً متآخين في الله سلمهم واحدة وحربهم واحدة.

 

خلال 99 عاماً مضت بلا خلافة، شهدنا أشد حالات الألم والظلم والاحتلال والإهانة والاعتداءات والإبادات الجماعية والخيانات.

 

فها هي بلاد الشام، هل بقي فيها بيت لم يدمَّر وأرض لم تسفك فيها الدماء وأم لم تسكب العبرات؟ وها هي تركستان الشرقية، عانت ولا تزال من ممارسات الصين الكافرة الظالمة ما يهتز لها الأرض والعرش. وها هي الهند، يقتل فيها المسلمون بكل وحشية علناً وسط الشوارع. وها هي القدس، يتم تسليمها إلى كيان يهود أمام سمع وبصر العالم كله. نعم، إن السبب الرئيسي وراء ذلة الأمة الإسلامية اليوم هو إلغاء الخلافة. فالشرط الأساسي إذاً من أجل النهوض بالأمة من جديد لتكون خير أمة أخرجت للناس هو إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وستقوم بإذن الله، فهذه بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ» (مسند أحمد).

 

أيها المسلمون! في الذكرى السنوية التاسعة والتسعين لإلغاء الخلافة، نذكركم من جديد، أن الخلافة تاج الفروض، ودليله ثابتٌ في الكتاب والسنة وإجماع الصحابة. وهي في هذه المرحلة التي نحن فيها ضرورية عقلاً وسياسةً من أجل المسلمين، بل من أجل الإنسانية جمعاء. فالخلافة ليست مثل البابوية مجرد قيادة روحانية كهنوتية، بل هي اجتماع المسلمين الممزقين تحت سقف واحد، والجيوش تحت قيادة واحدة، واجتماع الثروات الباطنية والظاهرية في يد واحدة.

 

فيا أيها المسلمون اعملوا من أجل الخلافة واصمدوا أمام المستعمرين الذين يعملون لمنع إقامتها، والأنظمة التي تتعاون معهم. هيا استفيقوا من سباتكم من جديد! وكونوا الشمس ضياءً في الظلمات، وأقيموا الخلافة من جديد، وأنقذوا أنفسكم من أسر الأفكار والأنظمة الغربية! وكونوا شهداء على بشرى الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى!

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

 

 

 

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة