خطورة إذكاء الرابطة القومية والوطنية على أمة الإسلام

لقد مرت الأمة الإسلامية بفترات انحطاط طويلة، ثم ابتليت بالغزو الفكري الذي كان له الخطر الأكبر على أمة الإسلام وأوجد النزعات القومية والوطنية، وبواسطة تلك الأفكار تمكن الغرب الكافر من زرع بذور الفتنة والفرقة بينها حتى تمكن من هدم دولة الخلافة بالتعاون مع خونة العرب والترك.


على الصعيد العسكري سعت دول أوروبا ومنها فرنسا إلى اجتياح مصر واحتلالها عام 1798م ثم زحفت لاحتلال فلسطين وأرادت أن تبسط هيمنتها في بلاد الشام حتى تضرب دولة الخلافة ضربة قاتلة لكنها هزمت وخرجت من مصر.


ولم تكن المحاولات العسكرية مجدية دون وجود أعمال أخرى تنهش في جسم الخلافة، فقامت بريطانيا عبر عميلها عبد العزيز بن سعود بضربها من الداخل ومَدّته بالمال والسلاح وحرضته على قتالها. وعملت فرنسا بدورها على دعم محمد علي والي مصر وأسندته دوليا وسياسيا فأعلن الحرب على الخلافة واحتل فلسطين ولبنان وسوريا.


ثم بعد ذلك جاء دور النعرات القومية والنزعات الاستقلالية؛ فقد قامت إنجلترا بزرع النعرات القومية والاستقلالية في كل بلد تظله راية الإسلام وركزت على العرب والترك، فأقامت مركزي إسطنبول وبيروت وهما مركزان رئيسيان للقيام بضرب الدولة الإسلامية من الداخل إلى أن وجد الفراغ السياسي وجرى تنصيب عميل الإنجليز مصطفى كمال الذي أعلن استقلال تركيا عن بقية البلدان وأعلن تركيا جمهورية علمانية في 28 رجب 1342هـ الموافق 3 آذار 1924م.


هنا دخلت الأمة عصر الظلام وعمتها الجاهلية التي وصفها رسول الله ﷺ بالجاهلية الأشد، وفقد المسلمون عزتهم وقوتهم ونمط عيشهم، ومُزّقوا كلّ ممزق، وها هم يعيشون الذكرى المئوية لهدم دولتهم وزوال سلطانهم، وتأتي عليهم هذه الذكرى وهم أشد ألما وأكثر وجعا، وكلما مر عام تزيد جراحهم وأوجاعهم؛ فعدوهم لم يقف عند هدم دولتهم فحسب بل تعدى ذلك إلى تمزيق بلدانهم ثم وضع أنظمته ونصب حكاماً عملاء يجلدون ظهر الأمة، ويمتصون دمها ومقدراتها، ومع ذلك فهو يخشى من عودة دولة الإسلام، ولذلك يشن عليهم حرباً شرسةً بغية طمس الإسلام وتمييع المسلمين حتى لا تقوم للإسلام والمسلمين قائمة.


وبالرغم من هذه الحال التي وصلت إليها الأمة من الضعف إلا أن عدوها لم يكتف بما أوصلها إليه؛ ففي عامنا هذا شهدنا مطالبة كيان يهود للحكام بأن يطبعوا معهم تطبيعاً علنياً، ونحن نعلم تمام العلم أن الحكام في بلاد المسلمين هم أدوات بيد الكفار لا يتحركون إلا بأوامر من الكفار، وحتى التطبيع لم يأت بدون طلب، وهذا ما يؤكد ضعف أعداء المسلمين وجبنهم وخوفهم ﴿لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ﴾.


واستشعارهم بعودة دولة الإسلام الثانية هي التي دعتهم إلى طلب الحصانة من الحكام ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ﴾، والله قد قطع حبله ولم يبق إلا حبل الحكام فانبذوهم أيها المسلمون وأقيموا دولتكم التي سترد الصاع صاعين وتنقذ البشرية من ظلم الرأسمالية فتغيروا بها خارطة العالم وتنشروا الإسلام وعدله حتى لا يبقى بيت وبر ولا مدر إلا يدخله الله الإسلام ولو كره الكافرون ولو كره المشركون.


ونحن اليوم في الذكرى المئوية الأليمة لهدم دولة الخلافة ندعوكم للعمل معنا؛ مع حزب التحرير لنعيد للكون ألقه وللبشرية كرامتها. قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. أحمد كباس – ولاية اليمن

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة