الهجمة الشرسة من الغرب وأعوانه على الإسلام ونبيه ﷺ ومقدساته ومساجده


هدمت دولة الخلافة وأصاب المسلمين بعدها الويلات والدمار والمآسي التي لم يسلم منها مسلم.


احتُلت البلاد وتفرقت الأمة وتشتتت في كيانات كرتونية، بعد أن كان يجمعها كيان واحد هو دولة الخلافة الإسلامية.


تداعت علينا الأمم وأصبح المسلمون كالأيتام على موائد اللئام. قال ﷺ: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ». نعم أصبح المسلمون كغثاء السيل، نزعت المهابة منهم، وقذف الله في قلوبهم حب الدنيا والخوف والوهن.


هُدمت دولة الإسلام وكسرت شوكتها، إلا أن الإسلام باقٍ. قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9] والعقيدة الإسلامية لا تزال مترسخة متجذرة عند المسلمين ولله الحمد، بالرغم من تفرقهم وتشتتهم، وهذا ما يزيد من غيظ الكفار وحقدهم، وكأن لسان حالهم يقول: هدمنا دولتهم، منعناهم من تحكيم شرع ربهم وفرضنا عليهم شرعنا ونظامنا الرأسمالي، زرعنا فيهم أفكارنا ومفاهيمنا وقيمنا… ومع ذلك لا يزال المسلمون متمسكين بعقيدتهم! فزاد حقدهم وكرههم وغيظهم على الإسلام وأهله، فأطلقوا سهام حقدهم الدفين للهجوم على مقدسات المسلمين ومساجدهم والإساءة إلى نبيهم ﷺ.


لنعد إلى التاريخ قليلاً قبل نصف قرن وبالتحديد في تاريخ 21/8/1969، عندما أقدم يهودي على حرق المسجد الأقصى قالت غولدا مائير وقتها “عندما أحرق المسجد الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن (إسرائيل) ستسحق، لكن عندما حل الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق”. وما كان لها أن تقول ذلك لو كان للمسلمين دولة وخليفة، ولما تجرأوا على حرق المسجد الأقصى، بل لما كان لهم وجود أصلاً في فلسطين.


وبالأمس القريب وقعت مجزرة مروعة أقدم عليها صليبي حاقد؛ مجزرة مسجد النور في نيوزيلندا، 17 دقيقة فقط قتل فيها 40 مسلماً على الأقل أثناء تأديتهم صلاة الجمعة، عدا العدد الكثير من المصابين، فكيف كانت ردة الفعل من المسلمين على هذه الجريمة الشنيعة؟ زعماء العالم نددوا واستنكروا، بعض حكام المسلمين ومنظمات وجمعيات عربية وإسلامية شجبوا وأدانوا، فهل هكذا يكون الرد على سفك دماء المسلمين بدم بارد والله تعالى يقول في كتابه العزيز: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾؟!


لكن أمة المليار مسلم غثاء كغثاء السيل! ولأن المسلمين كذلك تمادى الكفار في إجرامهم وتطاولوا على نبي الإسلام محمد ﷺ، من خلال نشر صور كاريكاتورية. فقبل 15 عاماً في أيلول/سبتمبر 2005 قامت صحيفة تشارلي إبيدو الفرنسية بنشر صور مسيئة للنبي محمد ﷺ بحجة حرية التعبير! فكان الرد من بعض الأشخاص الغيورين على دينهم ونبيهم أن قاموا بهجوم على الصحيفة وأسفر الهجوم عن مقتل 12 قتيلاً من موظفيها. ولأن ملة الكفر واحدة شارك زعماء العالم في مسيرة استنكروا فيها الهجوم على الصحيفة الفرنسية وأسموه هجوماً إرهابياً! وقد شارك عدد كبير من حكام المسلمين في تلك المسيرة، كيف لا، وهم أذناب للغرب ولا يقل حقدهم على الإسلام ونبي الإسلام عن حقد وكره الغرب الكافر؟!


وفي أيلول/سبتمبر 2020 أعادت الصحيفة المذكروة نشر الصور المسيئة في تحد وقح لعلمهم أن لا رادع لهم.


واستمرت الإساءة للنبي ﷺ، فكانت في فرنسا أيضاً، حيث أقدم مدرس فرنسي على عرض صور مسيئة للنبي ﷺ على تلاميذه، مما أدى إلى مقتله على يد مسلم غيور على دينه ونبيه ﷺ. وعلى إثرها تجلى الحقد الصليبي عندما خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رأس الكفر في فرنسا، والذي أغاظه مقتل المدرس الفرنسي وقال “لن نتخلى عن الرسوم الكاريكاتورية، وأن الإسلام يعيش أزمة في العالم”. وقد أثارت تصريحاته غضب وسخط المسلمين، وشنوا حملة مقاطعة للمنتوجات الفرنسية، وأطلقوا حملات واسعة تندد وتستنكر تصريحات ماكرون. ولا شك أن الحملة حققت نجاحاً كبيراً على اقتصاد فرنسا مما دفع ماكرون إلى الظهور في مقابلة تلفزيونية يبرر فيها أقواله.


ولكن وماذا بعد هذه الهبة، نحن لا نقلل من أهميتها، ولكن هل تكفي؟ هل هكذا ننصر الإسلام ونبي الإسلام؟


أليس لو كان للمسلمين دولة وخليفة وجيش لتصدت لكل من يتطاول على الإسلام وعلى رسول الله ﷺ؟


أليس هذا ما فعله الخلفاء والقادة عندما كانت لنا دولة؟


فعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر موقفين من مواقف العزة والكرامة والنخوة، كيف كان رد من تجرأ على الإساءة للنبي ﷺ. ففي الحروب الصليبية الأولى أجهض صلاح الدين الأيوبي إحدى الحملات الصليبية الأولى التي استهدفت المدينة المنورة والتي كان هدفها نبش قبر النبي ﷺ، تصدى القائد صلاح الدين بجيشه وأحبط الهجوم على مدينة رسول الله ﷺ.


أما الموقف الثاني فكان للخليفة العثماني السلطان عبد الحميد، كيف كان موقفه عندما عَلِم أن بعض الجهات تعتزم عرض مسرحية مسيئة للنبي ﷺ، وأن ممثلا سوف يؤدي دور النبي. ولنركز هنا على أن السلطان عبد الحميد وصله خبر عرض المسرحية ولم تعرض بعد، فاستدعى السلطان عبد الحميد السفير الفرنسي وخاطبه بلهجة شديدة قائلاً له: “أنا خليفة المسلمين عبد الحميد خان، سأقلب الدنيا على رؤوسكم إذا لم توقفوا تلك المسرحية”، فلم يتجرأوا على عرضها.


هكذا يكون الرد على الإساءة للإسلام وللنبي ﷺ، وهذا الرد لا يقوم به إلا دولة الإسلام وخليفة المسلمين وجيش المسلمين.


من أجل ذلك نقول أقيموها أيها المسلمون، كفانا 100 عام بدون دولة ولا خليفة. قال ﷺ: «مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً».


والصحابة رضوان الله عليهم باشروا باختيار خليفة في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة الرسول ﷺ في اليوم نفسه وقبل دفنه، وقد تمت بيعة أبي بكر الصديق بيعة انعقاد، ثم في اليوم الثاني جمعوا الناس في المسجد لبيعته بيعة طاعة.


أما عمر بن الخطاب فقد عهد لأهل الشورى عند ظهور تحقق وفاته من الطعنة، وحدد ثلاثة أيام ثم إذا لم يُتفق على الخليفة فليُقتل المخالف بعد الأيام الثلاثة، ووكل خمسين رجلاً من المسلمين بتنفيذ ذلك، أي بقتل المخالف، مع أنهم من أهل الشورى ومن كبار الصحابة، وكان ذلك على مسمع ومرأى من الصحابة، ولم ينقل عنهم أي مخالف أو منكر لذلك، فكان إجماعاً من الصحابة على أنه لا يجوز أن يخلو المسلمون من خليفة أكثر من ثلاثة أيام بلياليها، وإجماع الصحابة دليل شرعي كالكتاب والسنة.


أجمع الصحابة بأنه لا يجوز أن يظل المسلمون بدون خليفة لأكثر من ثلاثة أيام، والمسلمون اليوم مضى عليهم بدون خلافة 100 عام! فما عذرنا، وما حجتنا أمام الله تعالى؟


أقيموها أيها المسلمون، فالخلافة هي الخلاص؛ وبالخلافة تصان الأعراض والمقدسات والبلاد والعباد والخيرات. بالخلافة نعيد عزتنا وكرامتنا ومهابتنا، وقبل كل ذلك نرضي ربنا سبحانه وتعالى بأن أقمنا دولته وحكمنا شرعه وطبقنا أحكامه وتشريعاته وأنظمته. قال تعالى: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 3]، وقال ﷺ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» البخاري ومسلم


ألم يئن الوقت حتى ننبذ الكفر وأهله، أن ننبذ الرأسمالية العفنة والعلمانية والديمقراطية وغيرها من مفاهيم الكفر ونتمسك بحبل الله ونحتكم إلى الكتاب والسنة؟!


عودوا إلى الله أيها المسلمون، وكفنا ضياعاً وهوانا وذلاً. الإسلام فينا حيّ لم يمت، لكن علينا أن نستفيق وننزع من قلوبنا اليأس والإحباط. فإلى العمل مع حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الدولة الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ندعوكم أيها المسلمون.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم عاصم الطويل – الأرض المباركة (فلسطين)

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة