هيبة المسلمين ومهابتهم في قلوب أعدائهم لا تكون إلا بوجود دولة الخلافة


لقد كان المسلمون يرحلون في ظل الخلافة الإسلامية لقرون من الزمن وكانت مهابتهم تملأ قلوب أعدائهم، فقد كان الكفار بمختلف مللهم ومناهجهم الكفرية يخشون من المسلمين ويحسبون لهم ألف حساب، فقد دب الرعب في قلوب الكفار وتولد عند كثير منهم أن المسلمين لا يمكن هزيمتهم ولذلك كانوا يحرصون على عدم مواجهتهم في المعارك إلا إذا أجبرهم المسلمون على ذلك.


فقد كان كثير منهم يبادرون بمصالحة المسلمين ودفع الجزية لهم تجنباً لخوض المعارك معهم، ويكفي أن ندلل على ذلك بدفع أمريكا ضريبة سنوية لدولة الخلافة العثمانية عندما استولى المسلمون على السفن الأمريكية في ولاية الجزائر عام 1795م في عصر الخليفة سليم الثالث. ولما تآمر الكفار بقيادة بريطانيا على الخلافة العثمانية ونجحوا بهدمها عام 1924م بمعاونة خونة العرب والترك وعلى رأسهم مجرم العصر مصطفى كمال، حلت بالأمة المصائب والمحن والإحن والكوارث فتمزق جسد المسلمين الواحد وتسلط الأعداء عليهم وتجرأ الغرب الكافر على الإسلام والمسلمين، فاحتل بعض بلدانهم كفلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير وغيرها، ودنس مقدساتهم كالمسجد الأقصى الذي يحتله كيان يهود بحماية الغرب الكافر وعملائه حكام المسلمين، وحارب دينهم حرباً لا هوادة فيها وتطاول على الذات الإلهية وخطط ونفذ الإساءات المتكررة لنبي الإسلام ﷺ، التي تدل على الحقد الدفين في قلوبهم على الإسلام وأهله، كما لا تمر إلا فترة قصيرة وحوادث الإساءات والتدنيس للقرآن الكريم لا تكاد تتوقف، وكذلك للنموذج الفريد في تاريخ البشرية كلها الذين ترجموا أحكام الإسلام إلى سلوك عملي صحيح ألا وهم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، كما لم تسلم حتى المساجد من الهدم والقصف والتدمير من قبل الكفار الحاقدين، فها هي روسيا المجرمة تدمر المساجد في الشام بوحشية تنم عن حقد دفين وعداء شديد للإسلام والمسلمين.


لقد تجرأ الغرب الكافر بعد هدم الخلافة على الإسلام والمسلمين؛ أما الإسلام فقد أقصوه عن الحكم وحكموا المسلمين بنظامهم الرأسمالي العفن عبر الحكام العملاء وحاربوه حرباً شرسة تحت شعار مكافحة الإرهاب وألصقوا به كل قبيح وقاموا بحملة شرسة لشيطنته وتشويهه وتشويه أحكامه وأنها غير صالحة لهذا العصر.


وأما المسلمون فقد سفكوا دماءهم بصورة غير مسبوقة وقتلوا خلال قرن من الزمن أكثر من 100 مليون نسمة في كل بلاد المسلمين ونهبوا ثرواتهم وأشعلوا الحروب العبثية بين المسلمين فأصبحت أرخص الدماء دماء المسلمين، ولم يكتفوا بهذا بل أحرقوا المسلمين أحياء في بورما وغيرها بسبب وبغير سبب منها أنهم مصابون بفيروس كورونا!


لم يصل المسلمون إلى هذا الذل والهوان وتجرؤ أعدائهم عليهم وعلى دينهم وتطاولهم على الله ورسوله والصحابة الكرام ولم يصبحوا في ذيل الأمم بعد أن كانوا في مقدمة الأمم إلا بعد أن نجح الكافر المستعمر من هدم دولة الخلافة العثمانية، فتمزقت وحدة المسلمين وتسلط الأعداء عليهم وعلى ثرواتهم ومقدراتهم وضاعت هيبتهم بين الأمم وتجرأ الأعداء عليهم بشكل غير مسبوق.


إن هيبة الأمة من هيبة دولتها (دولة الخلافة الراشدة). فقد كان ملوك الروم والفرس يحسبون ألف حساب لدولة الخلافة الإسلامية والخليفة والمسلمين، وكانت ترتعد فرائصهم عندما يعلمون أن هناك رسالة وصلتهم من خليفة المسلمين، وقد أحسن القائل في مدح الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مبيناً هلع وخوف الكفار من هيبته وسطوته فقال: يهتز كسرى على عرشه إذا سمع بذكره وملوك الروم تخشاه.


ولذلك فإن طريقة العزة والنهضة وعودة هيبة المسلمين ومهابتهم في قلوب أعدائهم هي بالعمل الجاد مع حزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة فهي التي تملأ قلوب الأعداء خوفاً ورعباً وهي التي تعيد هيبة المسلمين وتمنع تجرؤ الأعداء عليهم فيعودوا خير أمة أخرجت للناس كما كانوا من قبل في ظل الخلافة.


أيها المسلمون: إن الطريق إلى العزة والنهضة وعودة هيبتكم في قلوب أعدائكم لا يكون إلا بالخلافة، فاعملوا معنا لإقامتها. ألا يكفي مرور قرن من الزمن والأمة في الذل والمهانة والهوان وهيبتهم ضائعة بين الأمم؟! إن هذه الذكرى الأليمة المئوية هي حافز لنا جميعاً أن نعمل لإقامتها من جديد بعزم أشد من الحديد حتى يمن الله علينا بإقامتها ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس أيوب الشرادي – ولاية اليمن

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة