تصريحات مفكري وقادة الغرب في الخلافة وتخوفهم من عودتها


تعود ذكرى هدم الخلافة الإسلامية هذا العام وقد مر على هدمها 100 سنة؛ ففي الثامن والعشرين من رجب سنة 1342 هجرية الموافق للثالث من آذار/مارس لسنة 1924 ميلادية أسقطت دولة الخلافة العثمانية، وتفرقت الأمة، وتقطعت أوصالها ونهبت خيراتها وأصبحت في ذيل الأمم بعد كانت كانت تتربع على عرش العالم!


أسقطت دولة الخلافة بعد أن تكالب عليها الغرب الكافر تقوده بريطانيا وعميلها مصطفى كمال، فهل اكتفى الغرب الكافر بهدمها وانطفأت نار حقده على الإسلام؟


لم ينفك قادة الغرب من السياسيين والمفكرين والمستشرقين من التحذير من الخلافة الإسلامية ومن خطورة عودتها. فتصريحات القادة السياسيين والمفكرين، ودراسات مراكز الأبحاث عديدة كثيرة تعكس مدى خوف ورعب الغرب الكافر من الخلافة الإسلامية ومن عودتها، فنار حقدهم لم تنطفئ عبر التاريخ بل تزداد اشتعالاً كلما أحست بدنو عودتها.


ونستعرض بعض أقوال قادة الغرب المتعلقة بتوقع عودة الخـلافة وقلقهم حيال ذلك:


الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون يقول: “إن دورنا المنوط بنا هو تأخير خروج المارد الإسلامي من قمقمه”.


أما فيليب جوزيف سالازار نائب وزير خارجية فرنسي سابق ومفكر وسياسي قال محذراً الغرب من الإسلام: “إن العالم الإسلامي عملاق مقيد لم يكتشف نفسه بعد، لذا يجب أن نعطيه ما يشاء ونُقوّي في نفسه الرغبة في عدم الإنتاج الصناعي حتى لا ينهض، ولكن إذا عجزنا فقد أصبح العالم الغربي في خطر داهم وفقدنا وظيفتنا الحضارية كقائدة للعالم”.


والسناتور الجمهوري الأمريكي بات بوكانان يقول: “مسألة عودة الإسلام كنظام حياة مجرد وقت لا أكثر… الحقيقة أن أمريكا وجيوشها وترساناتها لا تستطيع مقاومة الحضارة القادمة لأن ثبات الإسلام وقدرته على الاحتمال مبهرة حقا… فقد تمكن من الصمود خلال قرنين من الحروب المتلاحقة بل تصدى للشيوعية بسهولة عجيبة… وما نراه الآن أنه يقاتل أمريكا آخر قوة عالمية كبرى”.


أما توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق فقد قال في المؤتمر العام لحزب العمال بتاريخ 16/7/2005 “إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة (إسرائيل) وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تحكم بالشريعة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الخلافة لكل الأمة الإسلامية”.


بوتين، رئيس روسيا في كانون أول سنة 2002م قال: “إن الإرهاب الدولي أعلن حرباً على روسيا بهدف اقتطاع أجزاء منها وتأسيس خلافة إسلامية”.


أما الرئيس الأمريكي السابق ترامب فله تصريحات كثيرة ضد الإسلام والمسلمين، فقد كانت له عدة تغريدات نشرت على تويتر بتاريخ 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019، دافع فيها عن موقفه الرافض لوجود الأمريكيين في سوريا.


فعلى سبيل المثال قوله “إن التدخل في الشرق الأوسط كان أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة معتبرا أن حرب العراق كانت بذرائع باطلة وغير حقيقية”. وأضاف عبر موقع تويتر: “خضنا الحرب بذريعة باطلة وتم دحضها، وهي أسلحة الدمار الشامل، مشيرا إلى أننا نحن الآن بصدد إعادة جنودنا العظماء إلى الوطن بشكل متأن ومدروس”. وأضاف ترامب أن “الولايات المتحدة أنفقت ثمانية تريليونات دولار على القتال وحفظ الأمن في الشرق الأوسط، وقد قتل وأصيب آلاف من جنودنا العظماء، وقتل ملايين من الجانب الآخر”.


ونقتبس من موقع جريدة الراية، من إصدارات حزب التحرير، تعليقها على أقوال “ترامب” هذه للأهمية: (إنّ تصريحات ترامب هذه هي اعتراف صريح بإجرام أمريكا بحق المسلمين، فهو أكد من ناحية أنّ الذريعة التي بموجبها شنت أمريكا حربها على العراق واحتلتها هي ذريعة كاذبة وباطلة، ومن ناحية أخرى فقد اعترف أنّ أمريكا الصليبية المجرمة قتلت الملايين من المسلمين. بينما الشيء الذي لم يعترف به فهو سبب فشلهم الذريع في مهمتهم القذرة، وخوفهم من مواصلة الوجود العسكري في بلاد المسلمين؛ ذلك أن السبب مرعب بالنسبة لهم، وهو أنّ الأمة الإسلامية أمة لا تُقهر، وهي أمة حية مهما مرضت وطال مرضها، وهي تختلف عن غيرها من الأمم والشعوب بسبب إسلامها العظيم الذي يجري في عروقها وينبض به قلبها، فلو تعرضت أمة أخرى لما تعرضت له الأمة الإسلامية لانقرضت وتلاشت منذ زمن بعيد ولغدت أثرا بعد عين، ولكن الأمة الإسلامية المحفوظة بحفظ الله لدينه الإسلام ستبقى صخرة كأداء في وجه الكفر والطغيان مهما علا وتجبر). انتهى


هذا غيض من فيض حقد ومخاوف الغرب من عودة دولة الخلافة الإسلامية، لكن لماذا يخشى الغرب من عودة دولة الإسلام وهم قد أحكموا قبضتهم على المسلمين وذلك من خلال تطبيق النظام الرأسمالي في جميع نواحي الحياة في بلاد المسلمين – كما العالم أجمع -، فالأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ وغيرها كلها أنظمة رأسمالية، وثقافتهم التي تبث الانحلال والفساد ونشر الرذيلة، وأدواتهم في تحقيق ذلك المضبوعون بثقافة الغرب من كتاب وإعلاميين وجمعيات… فلماذا يخشى الغرب من عودة الإسلام؟


فهل الخوف من الحركات الإسلامية والجهادية؟ لكن هذه الحركات ليس هدفها إقامة دولة إسلامية، بل وأكثر من ذلك هذه الحركات تقول إن الخلافة حلم يستحيل تحقيقه، وقد حصروا مقاومتهم في نطاق ضيق سماه لهم الغرب نفسه “وطناً” فلا يتعدى قتالهم “حدود الوطن”!


أم هل يخشى الغرب من المسلمين؟ لكن لماذا وكثير من المسلمين ينتظرون المهدي المنتظر ليقيم لهم الخلافة؟! ومن المسلمين من أصابه اليأس والإحباط والاستسلام للواقع ولقوة الغرب الكافر ويقول لا طاقة لنا بأمريكا وأوروبا فهم المسيطرون المتحكمون في بلاد المسلمين ولن يسمحوا بإقامة دولة الخلافة.


إن الغرب الكافر بقادته ومفكريه وقادته العسكريين يعلمون أن مفهوم دولة الخلافة قد عاد إلى أذهان كثير من أبناء الأمة، وأن الأمة أصبح لديها وعي عام على أن ما تعانيه من مآس وويلات سببه غياب دولة الإسلام، لكنهم لا يدركون كيف السبيل إلى ذلك.


وهذا ما يخشاه الغرب ويصل ليله بنهاره من أجل منع عودة الإسلام؛ لأنه بعودة دولة الإسلام لتحكم على أرض الواقع، فإن هذا يعني فقدان سيطرته على البلاد والعباد ونهبه للخيرات وللثروات. إن عودة دولة الخلافة تعني أن البشرية كلها وليس المسلمون فقط سينعمون بالعدل والأمن والأمان، وملايين البشر ستدخل في دين الله أفواجا. قال تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً﴾ [سورة النصر: 1-3].


من أجل ذلك يدعوكم حزب التحرير للعمل معه من أجل إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة فهو الحزب الوحيد الذي يعمل من أجل هذه الغاية العظيمة، فهل يعقل أن نتقاعس عن العمل في سبيل هذه الغاية والغرب الكافر كله يصل ليله بنهاره ليحول بينها ويبن عودتها؟!


﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم عاصم الطويل – الأرض المباركة (فلسطين)

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة