الخميس، 11 جمادى الآخرة 1446هـ | 12 ديسمبر 2024م | الساعة الآن: 21:11:46 (ت.م.م)
في الذكرى المئوية لهدم الخلافة! ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ والسلطان للأمة في اختيار من يحكمها
ها هي الأيام تمر مر الرياح، تقترب من الثامن والعشرين من رجب، لتحل على المسلمين مئة عامٍ على هدم دولتهم، الدولة الإسلامية، والتي تمثلت في أواخر عهدها بالخلافة العثمانية؛ ففقدت الأمة سلطانها واختيار حاكمها، بل أكثر من ذلك، قام الغرب الكافر المستعمر بتقسيم البلاد والعباد، وتنصيب حكامٍ تابعين عملاء له يحكمون البلاد والعباد، حكامٌ ينطبق على أوصافهم كل سوء، ولكن أحق ما يوصفون به ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه من قول النبي ﷺ: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ». قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ» أخرجه ابن ماجه واللفظ له، وأحمد.
وها هي الأيام تجري مسرعةً، منذ أطلق حزب التحرير حملته العالمية – الحملة التي وجدت صدىً عند الأمة رغم عمليات التعتيم الإعلامي الممنهج – لتنبيه المسلمين بضرورة العمل معه ونصرته لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، مذكراً إياهم بخيريتهم ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، وتوسطهم، أي الخيار والأجود والأعدل بين الأمم، حتى نالوا بذلك حق الشهادة على الناس ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾، ما يستوجب على الأمة أن تعمل جاهدةً مسرعةً لاستعادة سلطانها المسلوب، وتنصيب خليفة يرعى شؤونها بالإسلام، فهو أول مراتب الرعاية فيما رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله ﷺ في قوله: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» أخرجه البخاري ومسلم.
وهنا فإن حزب التحرير/ ولاية لبنان، يوجه رسالتين لفئتين اثنتين في الأمة لأهميتهما:
أولاً: إلى من حملوا لواء العلم في هذه الأمة، ومن اعتلوا المنابر، ومن تصدروا للفتوى، نقول لهم: إنَّ العلم أمانة، وإنَّ الدين أمانة، وإنَّ النصيحة أمانة. ولقد آن لكم أن تكرسوا جهودكم لتوحيد أمتكم، وإقامة شرع الله ببيعة خليفة على منهاج النبوة، وها هو حزب التحرير أمامكم يعمل لإقامتها فانصروه، وكونوا مع الحزب اليوم في تذكير الأمة بمصابها، ودفعها لتبني العاملين لإقامة الخلافة، لتكون بإذن الله رأياً عاماً عند المسلمين.
ثانياً: إلى شباب المسلمين، إن الله تعالى نصر رسوله ﷺ بالشباب، فاقتدوا بهم وكونوا أنصار هذا الدين وحَمَلَةَ رايته، فالأمة تنتظركم لإنقاذها، كما انتظر الأقصى صلاح الدين، وكما انتظرت القسطنطينية محمداً الفاتح الذي فتحها وعمره أربعٌ وعشرون سنةً؛ فاتخذوها قضيةً مصيريةً، وهَلُمَّ إلى حزب التحرير، وكونوا معه في سلك العاملين ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾.