ماذا خسر مسلمو آسيا الوسطى بفقدان الخلافة؟! غزو روسيا القيصرية لآسيا الوسطى


لقد كانت عواقب فقدان الجُنة التي قال عنها رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» كارثية جدا بالنسبة لجميع البلدان الإسلامية، بما فيها آسيا الوسطى وكازاخستان أيضا. من المعروف أن آسيا الوسطى وكازاخستان منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة؛ لأنها تمتد من بحر قزوين غرباً إلى الصين ومنغوليا شرقاً، ومن أفغانستان وإيران جنوباً إلى روسيا شمالاً. هذه المنطقة لديها طبيعة مذهلة وموارد غنية، وهي منطقة غنية بالموارد البشرية والطبيعية. ومساحة أرضها 4 مليون قدم مربع. في هذه المنطقة، وفقاً للأمم المتحدة اعتباراً من آذار/مارس 2020، يعيش 74 مليون نسمة. حيث يعيش في أوزبيكستان 33.7 مليون نسمة، و18.6 مليون في كازاخستان، و9.1 مليون في طاجيكستان، و6.2 مليون في قرغيزستان، و5.7 مليون في تركمانستان. وتمتلك هذه المنطقة احتياطيات ضخمة من الذهب والفضة والنفط والغاز واليورانيوم والنحاس والزنك والفحم والموارد الطبيعية الأخرى. كما أن طبيعتها مواتية جداً لزراعة المنتجات الزراعية مثل القمح والأرز والقطن والشرانق والبطيخ والخضروات. وهناك 12.000 نهر يتدفق في هذه المنطقة. وهذا يجعل من الممكن إنتاج مليارات الكيلوات من الطاقة الكهربائية.


لذلك كانت هذه المنطقة مطمعا لكل دول الاستعمار الكافرة وأسالت لعابها. ولهذا بدأت الإمبراطورية الروسية الاستعمارية باحتلال المنطقة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. وقد أدى ذلك إلى كوارث مختلفة وويلات للمسلمين في المنطقة. والسبب أنهم لم يكن لديهم الجنة الذي يحميهم! لأن الخلافة العثمانية كانت ضعيفة في ذلك الوقت لدرجة أنها لم تستطع الدفاع عن هذه المنطقة. وعلى الرغم من أن خانات خوقند وخيوة وإمارة بخارى في المنطقة أبدوا مقاومة قوية للمستعمرين الروس إلا أنهم هزموا بسبب عدم تكافؤ القوات. وقد استخدم المحتلون الروس الكفار الإعدامات والإرهاب وأساليب وحشية أخرى لتحويل دماء المسلمين إلى نهر ودمروا المدن والقرى. وفيما يلي بعض الأمثلة على سفك الدماء ووحشية المستعمرين الروس:


أثناء احتلال طشقند في أيار/مايو 1865 بقيادة الجنرال الروسي تشيرنيايف سفك الجلادون الروس دماء 12 ألف مسلم!


وفي الأول من أيار/مايو عام 1861 أمر الجنرال فون كوفمان بقصف سمرقند وحرقها بالكامل وتحويلها إلى رماد. وفي 9 حزيران/يونيو قام هذا الجنرال بمجزرة مروعة في المدينة، وبناء على أوامره تم إطلاق النار على مئات المسلمين الأبرياء دون محاكمة أو استجواب وشنقوا وألقوا من المآذن.


في كانون الثاني/يناير 1876 اندلعت في مدينة أنديجان انتفاضة بقيادة بولاتخان (ابن ملا حسن) ضد المحتلين الروس. وأثناء قمع هذه الانتفاضة أطلق جنرال روسي آخر، سكوبيليف، النار على مدينة أنديجان بالمدافع وحوّلها إلى أنقاض. وعلى حد قوله هو نفسه ظل حوالي 3000 شخص تحت الأنقاض.


هذه مجرد قطرة في بحر من الأمثلة على إراقة الدماء من قبل الاستعمار الروسي.


حولت الإمبراطورية الروسية الاستعمارية آسيا الوسطى (آنذاك كانت هذه المنطقة تسمى تركستان) إلى قاعدة للمواد الخام لصناعتها، ونهبت القطن والشرانق المزروعة في المنطقة بأسعار زهيدة! على سبيل المثال: في عام 1885 كانت مساحة القطن 41.4 ألف هكتار وبحلول عام 1915 زادت إلى 541.9 ألف هكتار، أي زادت 13 مرة. وزادت الضرائب المحصلة من السكان خلال تلك السنوات بنسبة 40 بالمائة. ونتيجة لذلك تم تحويل الربح بمقدار 158 مليون روبل من هذه المنطقة إلى خزينة الإمبراطورية الروسية!


البلاشفة (الشيوعيون) الذين وصلوا إلى السلطة بعد الثورة الروسية عام 1917 هم أيضا تسببوا في الكثير من المتاعب والويلات لمسلمي آسيا الوسطى. فقد اضطر مليون و900 ألف مسلم إلى مغادرة بلادهم وتم نفي وطرد مليون و700 ألف مسلم إلى سيبيريا وأقصى الشمال وأوكرانيا وشمال القوقاز وأورال والشرق الأقصى ومناطق أخرى! ونتيجة لسياسة “الإرهاب الكبير” التي انتهجها الشيوعيون في أوزبيكستان وحدها من عام 1936 إلى عام 1937 سُجن 17700 شخص وأصيب أكثر من 3000 منهم بالرصاص. وفي عام 1939 هدم الشيوعيون 14.000 مسجد في تركستان!


كما حاول الشيوعيون إبعاد المسلمين عن اللغة العربية، لغة الإسلام! ففي عام 1926 بدأوا في تحويل الشعوب التركية من العربية إلى اللاتينية. وفي عام 1939 قام الشيوعيون بتغيير الأبجدية اللاتينية إلى الأبجدية الكريلية (السيريلية).


اتبع الشيوعيون سياسة “فرّق تسد”، ففي عام 1924 قسموا بلدان آسيا الوسطى إلى خمس جمهوريات هي: أوزبيكستان وكازاخستان وقرغيزستان وتركمانستان وطاجيكستان.


وفقاً للإحصاءات الرسمية مات أكثر من مليون شخص من الجوع في كازاخستان في عامي 1932 و1933 نتيجة للسياسة الشيوعية. لكن بعض الخبراء الكازاخيين وغيرهم غير موافقين مع هذه الإحصاءات الرسمية. فوفقا لهم فإن قيادة الاتحاد السوفياتي خفضت عمدا خسارة السكان بسبب الجوع، وخاصة في كازاخستان وأوكرانيا. ووفقا لهم فقد مات أكثر من 4 ملايين شخص في كازاخستان بسبب الجوع!!


وهذه قطرة من بحر جرائم الشيوعيين التي ارتكبوها في آسيا الوسطى فقط!


وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي أنشأت روسيا المستعمرة أنظمة دمى هناك لإبقاء آسيا الوسطى بين براثنها. حيث واصلت هذه الأنظمة أيضا محاربة الإسلام والمسلمين لإرضاء أسيادهم في موسكو والغرب. وعلى وجه الخصوص انتهج نظام الطاغية كريموف في أوزبيكستان سياسة قمعية قاسية تجاه الإسلام ومظاهره. وحارب بشكل خاص وبلا رحمة ضد حزب التحرير، لأن هذا الحزب بدأ في حمل الإسلام النقي إلى الأمة لإيقاظها؛ ما أقض مضجع أسياد هذه الأنظمة العميلة في موسكو والغرب. لذلك اتبع الطاغية كريموف بأوامر أسياده سياسة قمعية قاسية ضد الحزب، وبناء على أوامره تم سجن الآلاف من أعضاء هذا الحزب وتعرضوا لتعذيب شديد. وكان أقسى هذه السجون سجن جاسليك في الصحراء، حيث تعرض المئات من أعضاء الحزب للتعذيب الوحشي مثل غمرهم في الماء المغلي وخلع الأظافر والأسنان، وقتل العشرات من أعضاء الحزب.


واليوم الرئيس ميرزياييف الذي وصل إلى السلطة بعد موت الطاغية كريموف ينتهج سياسة “تفكيك الصمولة قليلاً” ويحاول خداع المسلمين وتنويمهم!! وهو أيضا يواصل الحرب على الإسلام السياسي الذي يمثله حزب التحرير تحت ذريعة: “مكافحة الإرهاب والتطرف”.


كل هذا هو الثمار المرة لغياب دولتنا، دولة الخلافة التي هي جُنتنا!! لذلك فإن حزب التحرير يعمل ليل نهار لإعادة دولة الخلافة الراشدة علي منهاج النبوة رغم كل القمع والصعوبات. ونسأل الله أن نبايع في الأيام القريبة في ظل دولة الخلافة الراشدة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة الخليفة الأول في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة! وما ذلك على الله بعزيز.


﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾


#أقيموا_الخلافة
#ReturnTheKhilafah
#YenidenHilafet
#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود الأوزبيكي

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة