الخلافة عز وارتقاء والدول القطرية ذل وانحطاط

الدول القطرية العربية منها وحتى معظم الدول القائمة في بلاد المسلمين الآن ليس لها تاريخ مشرق ولا مشرف. فقد أنشئت هذه الدول بعد أو بعيد هدم دولة الخلافة الإسلامية كبديل لها ولكن على المزاج الاستعماري وخرق ورقع وكيانات قطرية كرتونية هزيلة ومخنوقة في حدود تشل حركتها وإرادتها ورقيها وتمنع الامتداد الطبيعي لشعوب القطر الواحد مع من حوله من الشعوب الأخرى مع أن هذه الشعوب تشترك بنفس التاريخ واللغة والثقافة والدين بل وحتى العادات نفسها.

 

هذه هي الدول القطرية وبما أنها أسست على المزاج والإرادة الغربية للمستعمرين فقد اختير لها حكام وأنظمة على المقاس. وظيفتهم ترسيخ الحدود وحمايتها، والإمعان في الفرقة بين الشعوب، وإشعال بؤر التوتر والفتن النائمة بين الشعوب وحتى ضمن الشعب الواحد، كالطائفية والقومية والوطنية. وإفقار الشعوب وضخ كل ما ينتج عنها من خيرات لحسابات الغرب وحساباتهم الشخصية، وتضييع بلاد المسلمين، فلسطين وأفغانستان والعراق والشام وليبيا واليمن…، ونشر الجهل والخزعبلات وإفساد عقول المسلمين بنشر الأفكار الغربية المضللة والمفسدة للمجتمعات كأفكار الحريات والديمقراطية والإلحاد، والاستمرار في محاولة بيان عدم صلاح الإسلام على كل المستويات من هدم وإفساد الأسرة التي هي لبنة المجتمع، والقضاء على كل معاني الرجولة والأخوة والتكافل والتضامن والعزة والإباء والولاء والبراء، ومؤخرا التطبيع العلني والتحالف الأمني والسياسي العلني مع كيان يهود.

 

هذا هو تاريخ الدول القطرية العربية والإسلامية وسبب نشأتها وعمل حكامها ووظيفتهم. دول أنشئت بعد هدم الخلافة، دول هزيلة تابعة للغرب وفاقدة لقرارها السياسي في الداخل والخارج، تُحكم بأجهزة أمنية ونظم سياسية قائمة على تمزيق مصطلح الأمة والكرامة، وتركيع الشعوب للغرب والإبقاء على هيمنة الغرب على البلاد الإسلامية والحيلولة دون رجوع المنطقة لتاريخها الأبيض ولعزتها وكرامتها من جديد.

 

أما الخلافة الإسلامية، فهي التاريخ الأبيض لكل الشعوب المسلمة، لأنها ابتداء النظام السياسي الوحيد الذي ارتضاه الله لأمة محمد ﷺ. ولأنها النظام الذي وحد الأمة وجمع شملها وأعزها. تاريخ أبيض مليء بالانتصارات والبطولات والعزة والأنفة على امتداد ثلاثة عشر قرناً. دولة عزيزة بقيادة واحدة وقرار سياسي مستقل وشعب مؤمن ودستور منبثق من عقيدة الأمة لا من دساتير الغرب وأنظمته. دولة كان الغربيون يحلمون أن يكونوا من رعاياها وأن يدرسوا في جامعاتها وأن يتحدثوا بلغتها. دولة قادت الحركة العلمية في العالم لقرون طويلة. دولة حافظت على أراضيها ورعاياها من كل معتد أو طامح. دولة وَقَتِ المسلمين من العوز والفقر ورفعتهم لأعلى عليين.

 

لقد هدم الغرب هذه الدولة العظيمة دولة الخلافة عام 1924م واستبدل بها تلك الدول القطرية التابعة الذليلة ليحكم سيطرته على أمة محمد ﷺ، لأن دولة الإسلام هي التي تحقق بشائر الأنبياء، وحين بشر الرسول ﷺ بفتح القسطنطينية، استمرت الدولة الإسلامية بالجهاد والمعارك تلو المعارك حتى حقق السلطان محمد الفاتح هذا الفتح. ولقد بشر الرسول ﷺ بفتح روما ولكنه لم يتحقق بعد، وهذه الدول القطرية القائمة اليوم تقف حاجزا بين المسلمين ووحدتهم وعودتهم دولة واحدة قوية عزيزة وذات قرار سياسي. وهذا هو ما يخشاه الغرب ويحاول منعه بكل الوسائل والأساليب؛ لأنه يخشى من دولة الخلافة لأنها الوحيد القادرة على تحقيق بشائر النبي ﷺ بفتح روما وقيادة العالم من جديد بدين الإسلام العظيم.

 

ولقد حاول الغرب تشويه صورة الخلافة في قلوب وعقول المسلمين عبر استغلاله لجرائم الخلافة الوهم التي أعلنها البغدادي في العراق والشام، حيث قامت هذه الخلافة المزعومة بالعديد من الفظائع والجرائم التي تخالف الإسلام جملة وتفصيلا، وكان استغلال جرائمها أسلوباً أمريكياً مفضوحاً ومكشوفاً عند الواعين ولكنه انطلى على بعض أبناء المسلمين للأسف.

 

أيها المسلمون: إن الخلافة عز وارتقاء، وإن الدول القطرية ذل وانحطاط. إن حزب التحرير يدعو كل المسلمين للانضمام إليه ولنصرته ولمساندة هدفه الذي يدعو إليه منذ خمسينات القرن الماضي ولم يتحقق أمر الله بالنصر بعد.

 

أيها العلماء الأفاضل، يا أبناء جيوش المسلمين المخلصين، عربا وكردا وتركا وعجما: هبوا لنصرة دينكم وأمتكم وانصروا دعوة حزب التحرير فوالله فيها العز والنصر والارتقاء في الدنيا وفيها رضا الله عز وجل في الآخرة.

 

﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

 

 

#أقيموا_الخلافة

#ReturnTheKhilafah

#YenidenHilafet

#خلافت_کو_قائم_کرو

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الدكتور فرج ممدوح

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة