بلا خلافة؛ مائة عام من الذل

في الثامن والعشرين من رجب سنة 1342 هجري الموافق الثالث من آذار/مارس سنة 1924 ميلادي هدمت الخلافة العثمانية في إسلامبول على يد المجرم اليهودي مصطفى كمال بمعونة من الإنجليز أعداء الأمة الإسلامية.

 

مائة عام من الذل والهوان مرت بها هذه الأمة الكريمة فذاقت خلالها لباس الجوع والخوف والتخلف في ظل أنظمة وضعية ترعاها دول علمانية كافرة عميلة للغرب الكافر. وهذا نداء إلى كل مسلم غيور على دينه ليشد العزم والهمة ليضع يديه بيد حزب التحرير لإعادة الخلافة للوجود مرة أخرى، ليعزّ بها الإسلام وأهله، ويذلّ بها الكفر والنفاق وأهله.

 

أيها المسلمون:

ألم تكف مائة عام من الضياع بغياب الخلافة حتى أصبحنا كالأيتام على موائد اللئام؟!

ألم تكفِ كل هذه السنين لنصحو ونستيقظ؟!

ألم تكفَ مائة عام من تداعي الأمم علينا كتداعي الأكلة إلى قصعتها… ألا نعتبر… ألا نتعظ؟!

ألم تكف مائة عام من الذل والهوان ومن توالي المصائب على رؤوسنا؟!

ألم تكف مائة عام من بُعدنا عن تطبيق الإسلام وتطبيقنا لأنظمة وضعية أدت إلى شقاء الإنسانية جمعاء؟!

 

أفلا تنظرون أيها المسلمون ماذا حل بكم:

 

١- لقد ضاعت فلسطين واغتصب يهود، إخوان القردة والخنازير، قتلة الأنبياء وأذل شعوب الأرض، اغتصبوا مسرى نبيكم، وقتلوا وشردوا وطردوا أبناء أمتكم من ديارهم وضاعت فلسطين منكم ليس لقوة يهود وإنما بسبب من وقف معهم لمساندتهم، بل وبسبب خيانة حكامكم العملاء، وضياع الكيان السياسي الذي يمثل الإسلام. ومن المعلوم بأن يهود لن يستطيعوا اغتصاب فلسطين في ظل دولة الخلافة العثمانية؛ فبالرغم من ظهور الضعف الشديد في أواخر أيامها استطاعت أن تقف سداً منيعاً أمام تنفيذ مخططات الغرب ويهود في فلسطين، وآخر من وقف وقفة الرجال من خلفاء الدولة العثمانية الخليفة عبد الحميد الذي قال مقولته الشهيرة: “فإني لن أتخلى عن شبر من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني، بل ملك للأمة الإسلامية… لقد دافع آبائي عن فلسطين ورووها بدمائهم… والله إن عمل المبضع في بدني لأهون عليَّ من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخلافة”. لقد ضاعت فلسطين بضياع دولة الخلافة ولن تعود فلسطين إلا بإعادتها.

 

٢- في ظلّ غياب كياننا السياسي تجرأ علينا كل وضيع حاقد ممن كانوا يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون، فرأينا الصرب يقومون بحرب إبادة للمسلمين في البوسنة والهرسك، ورأينا الهندوس يتجرؤون على إخواننا في الهند وكشمير، ورأينا حكام الصين يسومون إخواننا في تركستان الشرقية سوء العذاب، والروس يقتلون إخواننا في سوريا؛ أما أمريكا فلا تقيم للمسلمين وزناً؛ حرّكت جيوشها لضرب أفغانستان ثم في العراق واليوم تصول وتجول في منطقة الشرق الأوسط.

 

٣- لقد أصبحتم أفقر شعوب الأرض بالرغم من أن الله قد حباكم ثروات من أراضيكم، لقد ابتليتم بدول لا تمثلكم بما تحملونه من عقيدة، فقد طبقت نظام فصل الدين عن الحياة الذي لا يمت للإسلام بأية صلة؛ فبعد أن كانت دولة الخلافة دولتكم ترعى شؤونكم بالإسلام ويقوم نظامها الاقتصادي على إشباع حاجاتكم الأساسية إشباعاً تاماً، لقد صرتم إلى دول لا تمثلكم، ونظامها الاقتصادي قام على نهب ثرواتكم، وتمكين الكفار منها؛ ليتكدّس المال في أيادي الغرب عن طريق حكامكم العملاء ومن والاهم.

 

لقد كان خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز لا يجد في الأرض المترامية الأطراف التي يحكمها فقيراً واحداً يستحق الزكاة؛ بينما اليوم لا يأتي يوم إلا والأمة تزداد فقراً إلى فقرها! فأين أنتم من هذا اليوم؟!

 

٤- تخلفتم وأصبحتم اليوم في ذيل الأمم في الناحية العلمية والتكنولوجيا بعد أن كنتم وكانت دولتكم منارة العلم لأكثر من ألف عام، وها أنتم ترون اليوم كيف تهدر أموال الأمة في أيادي حكامها السفهاء في اللهو والترفيه والتسلية بدل أن تنفق هذه الأموال في بناء المصانع والمختبرات العلمية وفي الصناعات الثقيلة وأدوات الحرب، وهذا لن يتأتى إلا بوجود سلطان مخلص لربه حريص على مصالح أمته.

 

٥- لقد وجد في الأمة اليوم من أبناء الإسلام من يعلن دون خوف أو تردد عدم إيمانه بقدرة الإسلام على سياسة عالم اليوم، وأن الإسلام دين كهنوتي لا يملك نظاماً سياسيّاً، وأن الإسلام غير قادر على مواكبة تطورات العصر، وجد اليوم من أبناء أمة الإسلام من يعلن بعنجهية المفلس كفره بالإسلام واستهزاءه بأحكامه وتشريعاته دون أن ترده دولة أو نظام من هذه الدول وهذه النظم العميلة بحجة “حرية الرأي”، بل أصبح اليوم هؤلاء العلمانيون نجوم المؤتمرات والندوات التي تنعقد في بلدانكم وواجهة الفضائيات الذين يفسح لهم المجال ليقللوا من شأن دينكم وأحكامه. أما المخلصون حملة الدعوة الحقة الذين نذروا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله ونصرة دينه فلا مكان لهم سوى المعتقلات وسجون الظالمين!

 

أيها المسلمون: إن هذا غيض من فيض ما خسره المسلمون ويخسرونه في كل يوم في غياب دولتهم وإمامهم، أليس حريّاً بكم أن تدركوا أنّ الوقت قد حان لتقفوا صفاً واحداً مع هؤلاء المخلصين في وجه الطغاة؟!

 

أيها المسلمون: سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنّةٍ عرضها السماوات والأرض؛ فإنّ الوقت قد حان لتقعدوا المكانة اللائقة بكم والتي اختارها لكم ربكم؛ خير أمة أخرجت للناس، فهلمّ إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا معروف أعظم من إقامة الخلافة الإسلامية، ولا منكر أكبر من تحكيم غير شرع الله في حياتكم، واعلموا أن الله ناصركم ومذلّ الكفر والكافرين على أيديكم إن أنتم قمتم بأمره. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾ هذه سنة الله في التغيير، فعلى الأمة أن تتخلص من ضعفها وهوانها بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ والعمل مع حزب التحرير لإعادة الخلافة.

 

 

#أقيموا_الخلافة

#ReturnTheKhilafah

#YenidenHilafet

#خلافت_کو_قائم_کرو

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس نجيب العبدلي – ولاية اليمن

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة