إحياء للذكرى المئوية لهدم الخلافة تذكير بوعد الله ورسوله بعودتها راشدة على منهاج النبوة

قبل مائة عام وتحديدا في الثامن والعشرين من شهر رجب لسنة 1342ه هدمت الدولة العثمانية على يد بريطانيا عن طريق عميلها مصطفى كمال، ومنذ ذلك الحين وشريعة الله عز وجل لم تعد محط تطبيق، ولم توجد دولة للمسلمين تمثلهم وترعى شؤونهم الرعاية الصحيحة، وبإلغاء الخلافة أصبحت الأمة الإسلامية تعيش في ذل وخضوع وخنوع وضعف وسفك للدماء وانتهاك للأعراض ونهب للأموال وتدنيس للمقدسات واحتلال للبلاد، هذا بعد أن عاش المسلمون لمدة تقارب ثلاثة عشر قرنا من الزمان في عزة وتمكين وفتوحات تحت مظلة دولتهم وفي إطار كيان سياسي واحد يقودهم فيه خليفتهم الذي يحكم فيهم بكتاب الله وسنة نبيه ﷺ.

 

وكانت الدولة الإسلامية هي الدولة الأولى في العالم، ولذلك فإن هذا الحدث الأليم وهو هدم الخلافة يعتبر انعطافا تاريخيا خطيرا في حياة الأمة حيث تم هدم الدولة التي أسسها رسول الله ﷺ هو وصحابته الكرام بعد صراع فكري وكفاح سياسي استمر لمدة 13 عاما، وبإلغاء الخلافة تفرقت الأمة وأصبحت تعيش في دويلات هزيلة ضعيفة وأصبح يحكمها الأنذال والرويبضات…

 

وفي الوقت الذي يتم فيه الحديث عن هذه الذكرى الأليمة والحزينة إلا أن هناك ما هو أكثر مرارة وحزنا وألما وهو نسيان وجهل كثير من أبناء الأمة الإسلامية هذه الفاجعة!

 

إن إحياء هذه الذكرى الأليمة ليس من أجل ذرف الدموع والتحسر وإنما هو من أجل شحذ الهمم والقوى ومضاعفة الطاقات للعمل لإعادة الخلافة. إن إحياء هذه الذكرى الأليمة من أجل دق جرس الإنذار عند كل مسلم حريص على دينه وحريص على نهضة أمته وعزتها لتكون عودة الخلافة هي همه ومطلبه الأول بل قضيته المصيرية والدفع به للعمل مع العاملين المخلصين من أبناء الأمة لإعادتها على منهاج النبوة.

 

إن إحياء هذه الذكرى الحزينة هو من أجل أن يدرك جميع المسلمين؛ جاهلهم وعالمهم حجم هذه الفاجعة وما ترتب عليها من ضياع للدين وللأمة، وفي الوقت نفسه ما سيترتب على عودة الخلافة من حفظ للدين وتطبيق لشرع الله وحفظ لجميع المقاصد التي تدعو لها الشريعة، كذلك من أجل أن يدرك كل مسلم أن العمل لإعادة الخلافة هو فرض، بل تاج الفروض وأول الضروريات وأولى الأولويات.

وأخيراً لا بد أن يدرك كل مسلم أن تطبيق أنظمة وأحكام الشريعة الإسلامية وعودة الدين وعزة الأمة ونهضتها لا يمكن أن يعود إلا بدولة الخلافة على منهاج النبوة والتي بشر بها نبينا ﷺ في الحديث الذي جاء في مسند الإمام أحمد عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال: كنا جلوسا في المسجد فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله ﷺ في الأمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة: قال رسول الله ﷺ: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضّاً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ»، وروى الحديث أيضا الطيالسي والبيهقي في منهاج النبوة، والطبري، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة. كذلك وعدنا الله في كتابه الكريم بالاستخلاف في الأرض والعزة والتمكين، قال الله عز وجل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ وقال تعالى ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

 

والحمد لله رب العالمين…

 

#أقيموا_الخلافة

#ReturnTheKhilafah

#YenidenHilafet

#خلافت_کو_قائم_کرو

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عارف بن مخاشن – ولاية اليمن

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة