بيان صحفي في ذكرى هدمها الشوق للخلافة يستدعي السعي لإقامتها

 

 

أصبح يقينا لدى أهل الأردن بخاصة والمسلمين بعامة حال التردي والانحطاط المتعاظم في أحوالهم السياسية والاقتصادية والحياتية، والذل والانحطاط الذي أوردهم إياه حكامهم العملاء، المستندون في حكمهم إلى أمريكا وبريطانيا والغرب الكافر، إذ لم يختر شعب أي دولة قطرية وطنية، أنشئت على أنقاض دولة الخلافة في مثل هذا اليوم من رجب، قبل ما يزيد عن القرن الهجري بعام واحد، لم يختر أيَّ حاكم لها، بل أتوا بصفقات حكم كاملة لتكريس الحدود والتجزئة بين الأمة الإسلامية، وإبعاد أحكام الإسلام عن الحياة، وتكريس العلمانية ونهب ثروات البلاد، والأهم من ذلك وضع المعوقات أمام عودة دولة الخلافة الراشدة وقمع من يتلبس بالعمل لها، وإلا بماذا يفسر حكم محكمة أمن النظام الأردني بالسجن لمدة أربعة أعوام على شابين من حزب التحرير، لمجرد أنهما قالا ربنا الله؟!

 

إن وجود الدول القطرية الوطنية التي اصطنعها المستعمر الغربي الكافر، فشلت في إقصاء الأمة الإسلامية عن دينها ووحدة مشاعرها نحو دينها وقضاياها المتعددة وشعائرها الواحدة وجعلت الانتماء للدولة الوطنية يتلاشى رغم المحاولات اليائسة بما يسمى بالإصلاحات السياسية والمشاركة في صنع القرار، وما رفض عموم المسلمين لهذه الترهات إلا دليل على إفلاس فكري سياسي للحكام الرويبضات، وتوجه الأمة نحو الانتماء لهويتها الإسلامية وتحديداً شوقها لإقامة الدولة الإسلامية، فهذه الدول الوطنية صنيعة الاستعمار هي التي قادت هذه البلاد إلى الحضيض سياسيا واقتصاديا، وتبنت مشاريع المستعمر التي تكفل له استمرار هيمنته على الأمة الإسلامية، وحربه المستمرة على الإسلام والمسلمين.

 

إن مسألة وجوب إقامة الخلافة قد حسمت على مر العصور وأجمع عليها الصحابة رضوان الله عليهم في سقيفة بني ساعدة وجمهور العلماء من بعدهم، والقضية هنا إدراك المسلمين لهذا الوجوب والعمل له، وإدراك فرض إقامتها عليهم، وكذلك إدراكهم تآمر أعداء الخلافة للحيلولة دون عودتها وعملهم الدؤوب لوضع المعوقات والعراقيل في طريق إقامتها. فحكام دول الكفر يحاربون عودة الخلافة لأنهم يدركون ما معنى عودتها فقد عايشوها سابقاً وقرأوا تاريخها جيداً، وأدركوا أن وجودها معناه أن لا هيمنة ولا استعمار لهم في بلاد المسلمين بعد اليوم، وأن الخلافة ستقرع أبوابهم، لتحمل رسالة الإسلام لهم ولشعوبهم، وأنهم سيحاسبون على جرائهم البشعة في بلاد المسلمين أثناء غيابها، وأن منظومتهم الرأسمالية المتوحشة العفنة ستنهار.

 

ليس المسلمون وحدهم الذين عانوا من غياب دولة الخلافة وعدم تطبيق الإسلام، بل عانت البشرية جمعاء من جراء الاستعمار الرأسمالي الوحشي، فها هم تقودهم النفعية والسيطرة والتدمير سواء من أمريكا وأوروبا في الغرب أو روسيا والصين في الشرق وكلهم في عدائهم للإسلام سواء، يقتتلون ويدمرون بعضهم في أوكرانيا، تقودهم عنجهيتهم وغطرستهم، كما قتلوا مئات الملايين في حروب عالمية لم تشهدها البشرية خلال حكم الإسلام عندما سادت دولة الخلافة العالم.

 

 وفي خضم هذا المبدأ الرأسمالي الفاسد لم يُخفِ المعلقون الصحفيون والسياسيون الغربيون اليوم حقدهم الدفين على الإسلام والمسلمين بتعليقاتهم المعلنة أن الذي يُشرَّد ويقتل هم الأوكرانيون أصحاب البشرة البيضاء والعيون الزرقاء أصحاب الحضارة والتقدم، وليسوا هم من أهل أفغانستان أو العراق، ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾، فهم ينظرون للمسلمين نظرة استعلاء وازدراء وأنه يجوز سفك دمائهم، فكيف لا ينظر المسلمون نظرة وعي لدينهم وعزتهم وكرامتهم بهذا الدين ودولته دولة الخلافة، ويعملون من توِّهِم مع العاملين لإقامتها؟!

 

لقد كانت البلاد الإسلامية على مر التاريخ مرادفاً للخلافة، وكان إلغاء الخلافة في الثامن والعشرين من رجب عام 1342هـ، ملهما ودافعاً للعديد من الحركات والمشاريع الفكرية الإسلامية من أجل إعادتها، رغم أن تبنيها كغاية وهدف جدي بالنسبة للجماعات اقتصر على حزب التحرير الذي ارتبط اسمه عضوياً بإقامة الخلافة الراشدة الثانية، فالخلافة تعني الإسلام بشكله السياسي والوحدة العملية للأمة الإسلامية، وهي ليست فكرة يحتاج المسلمون للتدليل عليها أو اختراعها من جديد، فقد كانت موجودة في كل مظاهر الدولة الإسلامية، ولكن غياب دولة الخلافة يعني ببساطة أن الإسلام لم يُسمح له منذ ما يزيد على القرن أن يكون إسلاماً.

 

أيها المسلمون، يا أهل الأردن:

 

إن الخلافة هي قضية المسلمين المصيرية، بها تقام الحدود، وتصان الأعراض، وتفتح البلاد، ويعز الإسلام والمسلمون، وكل هذا مبين في كتاب الله العزيز الحكيم وسنةِ رسوله ﷺ وإجماعِ صحابته رضوان الله عليهم، ويكفي المسلم أن يتدبر كم هو فرض الخلافة عظيم عظيم، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «مَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً»، ولعظم إقامتها فقد انشغل الصحابة رضي الله عنهم بإقامة الخلافة وبيعة الخليفة قبل انشغالهم بدفن رسول الله ﷺ، ثم إن عمر رضي الله عنه يوم وفاته قد جعل أمداً لانتخاب الخليفة من الستة المبشرين بالجنة لا يزيد عن ثلاثة أيام.

 

أيها المسلمون.. يا أهلنا في الأردن:

 

إن فرض إقامة الخلافة ليس قاصرا على شباب حزب التحرير فحسب، بل هو على كل قادر من المسلمين، فآزرونا أيها المسلمون، وانصرونا يا جيوش المسلمين، وأعيدوا سيرة الأنصار عندما نصروا دين الله، فجعلهم الله سبحانه صنو المهاجرين، وأثنى عليهم ورضي عنهم في محكم كتابه دون قيد ولكن قيّدَ ذلك للتابعين بإحسان ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾، وإننا لنضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن تكون الذكرى الـ101 لهدم الخلافة مقدمةً لنصر الله العظيم لتشرق شمس الخلافة الراشدة على الدنيا من جديد.

 

﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ

 

#أقيموا_الخلافة             #الخلافة_101              #ReturnTheKhilafah                  #YenidenHilafet

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية الأردن

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة