سجن.. وعزل.. ولا مُعين!!

 

خرجت مؤخرا الأسيرة الفلسطينية شروق البدن من سجن الدامون بعد اعتقال إداري دام 14 شهرا. وقالت إنها لا تشعر بشيء من الحرية، وتشعر بالغصة والخوف على صديقاتها في السجن اللواتي لم تستطع حتى وداعهن. فقد شنت إدارة سجن الدامون هجمة قمعية جديدة ضد الأسيرات عقاباً لهن على احتفالهن بعملية الشهيد خيري علقم في القدس المحتلة. وقد أغرقت وحدات القمع غرف الأسيرات بالمياه الباردة ثم اقتحموها وضربوهن وسحلوهن مستخدمين العصي الكهربائية، ونقلوهن إلى زنازين العزل الانفرادي.

 

بحسب معطيات نادي الأسير الفلسطيني، فإن الاحتلال اعتقل 172 فلسطينية خلال العام الماضي، ويبلغ عدد الأسيرات اليوم 28 أسيرة، بينهن ثلاث قاصرات. ومن بين الأسيرات، ست جريحات أصبن خلال عملية اعتقالهن. وتعتبر حالة الأسيرة إسراء جعابيص أصعب الحالات، إذ تعاني من تشوهات حادة في جسدها، جرّاء تعرضها لحروق خطيرة أصابتها خلال حادث اعتقالها عام 2015م.

 

أما سجن الدامون فهو يقع في دالية الكرمل قضاء حيفا المحتلة، وهو أحد سجون كيان يهود الذي يخصص قسم منه للأسيرات. ويعود السجن إلى فترة الانتداب البريطاني إذ أنشأه كمستودع للتبغ، ثم حُول ليصبح أحد أقسى سجون الاحتلال على الأسرى والأسيرات.

 

وقد تضاعف العنف الجسدي نحو الأسيرات خلال حملات القمع في السنوات الخمس الأخيرة مقارنة بالسنوات السابقة. وتعيش الأسيرات قمعاً يومياً في سجن الدامون، عبر العزل الانفرادي الذي تستخدمه إدارة السجون بشكل دائم لمعاقبتهن وفق أي ذريعة تسوقها. وحين تُعزل الأسيرة، تُحرم من “الكانتينا”، أي مقصف السجن، ومن “الفورة”، أي الخروج إلى ساحة السجن، كما تُمنع من أخذ ملابسها، وتُعطى بطانية رطبة رائحتها كريهة، ويوضع سجان على باب الزنزانة. أي تُفصل الأسيرة بشكل كامل عن الواقع، فلا تكون لها اتصالات مع الأسيرات أو المحامي وتمنع من الزيارة. ناهيك عن كاميرات المراقبة المنتشرة في السجن، والتي تخترق خصوصيتهن. وقد خاضت الأسيرات احتجاجات ضد وضع الكاميرات في سجن هشارون.

 

سنوات تنقضي من حياة الأسيرات تحت ظروف قاسية صعبة بعيدا عن أهلهن وأزواجهن وأطفالهن، وليس هناك من يخفف أو يدافع عنهن من جمعيات حقوق المرأة والجمعيات النسوية التي تدعي حرصها على المرأة وحياتها وكرامتها وحقوقها. تلك الجمعيات والمؤسسات التي ظهر عوارها وأهدافها الخبيثة وأنها تريد النيل من المرأة المسلمة بحجة الحقوق والمساواة، وهي في الحقيقة تريد إخراجها من بيتها وعفتها وكرامتها لتكون مسخاً للمرأة الغربية. ولن يحررهن ويحرر كل الأسرى إلا دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستحرر الأرض وتحمي العرض.

 

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

تطبيق دستور الأمة الإسلامية


الخلافة ميراث النبوة


قناة الخلافة